وتين آل بوربون 🖤

40

جلست ميريا على أريكة صغيرة في حديقة المنزل الخلفية. كان الهواء معطرًا برائحة الياسمين، وكانت النجوم تلمع في السماء كأنها عيون تراقب أسرار الليل. وفجأة، رن هاتفها كانت الشاشة تعرض اسم "سيريا أجابت ميريا بسرعة، وكأنها تنتظر تلك المكالمة بفارغ الصبر.
مرحباً سيريا "قالت سيريا بصوت مبحوح وكأنها تحاول إخفاء دمعة.
"أشعر أن قلبي يكاد ينفجر من الألم. أحببته بصدق، وكان يبدو أنه يبادلني نفس الشعور، لكن فجأة تغير كل شيء. أصبح بعيدًا وكأنه لم يكن هنا أبدًا."
لماذا الحب هكذا يا ميريا يلهمنا بالبدايات ثم ينقلب علينا بسحر النهايات
جاء صوت ميريا من الطرف الآخر مليئًا بالتعاطف والدفء، وهي تعرف جيدًا ما تعانيه "سيريا، أحيانًا يخذلنا من نحبهم دون أن نجد سببًا منطقيًا،المشكلة ليست في الحب الكل يلومونه هو المشكل في الأشخاص لا يعرفون قيمته أنه شيء ثمين
تنهدت سيريا قائلة بصوت يكاد يختنق بالبكاء: "كيف استطعت التغلب على ذلك؟ كيف تمكنت من تجاوز هذا الألم كيف استطعت نسيان سنيور سانتينو ؟
سكتت سيريا لحظة، ثم قالت بارتباك:
و الشيء الذي يدعو للدهشة أكثر هو خطوبتي بعد 3 أيام هل هناك إمرأة مقبلة على الزواج و ليست سعيدة !
هل متأكدة يا سيريا أنك ِ تودين فعل هذا إنه قرار مصيري
نعم ميريا إنه القرار الأصح لعلني أنسى شخصا أبى مفارقة الذاكرة
إنك تتعذبين توقفي عن هذا هذا أشبه بالإنتحار
ستتعذبين كل يوم في كل ليلة تنامين فيها في كل زفير هواء تأخذينه ،الرجل الذي تحبينه لن يتم نسيانه بمجرد محاولة استبداله برجل آخر. هذا ليس الحل. الحزن والفقد لا يختفيان برفقة شخص جديد. التجربة والألم والذكريات تبقى معك."

تكلمت سيريا قائلة :
ودموعها تسيل بهدوء على خديها
لاأعلم ماذا أفعل

ردت ميريا عليها : "الحاجة إلى شخص جديد قد تكون مجرد محاولة للهروب من الألم، لكن هذا لن يمنحك السلام الداخلي. الشخص الجديد سيحمل معه مشاعره وقصصه، ولن يكون عادلاً أن نستخدمه كأداة لنسيان الماضي."
ميريا أتعلمين أنه مؤلم جدا كأن شخص يخنقني من الداخل
أعلم ذلك
كيف تعلمين يا ميري
خلف كل تنهيدة أتنهدها طعنة شعور تمزق رئتي ،أحاول جاهدة حبس الهواء في صدري لأعيش ولكن لم يعد في صدري متسع كأنه مكتض بالكثير من الأشياء التي خنقته رئتياي تنزف و قلبي يختنق أما عيناي فقد غرقت في دموعها .
أجابتها سيريا قائلة
أشعر أحيانًا أنني لن أستطيع أن أحب مرة أخرى أنني فقدت جزءًا مني ولن يعود."
جاء صوت ميريا على الفور مشبعًا بالحنان و الألم :
"لم أنسى يا سيريا إنني أتظاهر فقط بالعكس إنني أتألم داخليا لكن علي الصمود أعرف أن هذا الحب سيؤدي بي إلى الهاوية. تذكري أن الحب ليس نهاية العالم. بل هو جزء منه ،لكنه يظل كشامة داخل القلب إزالتها يتطلب الكثير من المعاناة،سيهون كل شيء يا سيريا بإذن الله سيتحسن كل شيء.
بدأت سيريا تشعر بالراحة، وكأن حملاً ثقيلاً بدأ يزول عن كاهلها. نظرت إلى السماء وقالت: "معك حق كل شيء سيكون بخير ميريا لولاك ماذا كنت سأفعل كنت الصديقة و الأنيسة دائما.
ابتسمت ميريا من الجانب الآخر وقالت: "أنا هنا دائمًا من أجلك.
.......