الساكنة الجديدة 1

522 53 4
                                    


_صوت الصريخ ده مش طبيعي، وبيتكرر تقريبًا كل يوم، أنا هنزل اشوف في أي بظبط!!.

مكنتش دي المرة الأولى اللي أسمع فيها أصوات غريبة لست بتصرخ وتتعذب جاية من عند الجيران اللي تحتينا واللي لسه ساكنين من حوالي أسبوع مش أكتر.

كان حالهم غريب لدرجة تلفت النظر. كل يوم نسمع صوت أحتفال بعيد ميلاد وناس كتير بتدخل العمارة، وآخر الليل يشتغل صوت الصريخ وكأن في حد بيتعذب وبيكسر في الشقة من كتر الوجع.

وهكذا بيتكرر نفس اليوم بنفس التفاصيل وتقريبًا نفس هدوم المعازيم اللي بشوفهم من البلكونة.

أول مرة سمعت صوت أحتفال بعيد الميلاد حبيت أنزل واعمل الواجب واستغليت أنها فرصة اتعرف بيها على جيران جداد.

أول ما نزلت كان الباب مفتوح وعاملين ديكور بلالين حمرا وكراسي كتير بطول الصالة وناس كتير قاعدين بياكلوا حلويات وبيضحكوا.

وقفت ع الباب محرجة أدخل لأني معرفش حد منهم، لحد ما جتلي ست أربعينية كده لابسة فستان أسود شيك وبشعرها. من الواضح أنها مسيحية تقريباً، كانت ست جميلة جدًا رحبت بيا بعد مقولتلها:-

_كل سنة وانتي طيبة، أنا سهيلة جارتك اللي فوقيكي على طول، سمعت صوت الإحتفال حبيت اتعرف عليكي في مناسبة سعيدة زي دي.

_وانتي طيبة يا حببتي اشكرك على زوقك، أنا مدام رنا وبما انك جيتي يبقى مينفعش متحضريش عيد ميلادي وتاكلي حاجة حلوة.

والحقيقة أنا ست فضولية وكنت عايزة أدخل من البداية ويمكن ده اكتر عيب بيوقعني دايما في مشاكل غريبة مع الجيران، لكن اللي حصل في العيد ميلاد ده كان اغرب حاجة أنا شوفتها.

يومها دخلت ومدام رنا اهتمت بوجودي جدًا وجابتلي قطعة من التورتة وسابت كل حبايبها وقعدت جنبي ندردش ونتعرف على بعض.

عرفت أنها عايشة لوحدها ومنفصلة عن جوزها من مدة طويلة وحتى عيالها مش عايشين معاها واختاروا يكونوا مع والدهم عشان هي ست متفتحة وبتحب الخروج والسهر والحرية.

والحقيقة كانت ست مُدهشة وطريقة كلامها بنت ناس جدًا خلتني مبهورة بيها. اللي يشوفها يفتكرها لسه متجوزتش من كتر جمالها.

وفي وسط مانا مركزة مع كلامها وقعت حتة تورتة من الشوكة على هدومي، فشاورتلي على الحمام عشان ادخل أنضف اللي وقع عليا.

دخلت قفلت عليا وبقيت ابص لنفسي في المراية واقول يخسارة شبابك اللي راح وسط عيالك يا سهيلة، رغم اني اصغر من مدام رنا لكن شكلي مش حلو ونضيف زيها، لقيت قدامي على مراية الحمام روچ وشوية برفانات ومقص.

الحقيقة مقدرتش امسك نفسي وخدت رشتين كده عشان احس اني ست زيها وخلاص، ولسه هخرج لقيت مدام رنا بتخبطلي على باب الحمام جامد اوي، لدرجة اني فكرتها شافتني في كاميرا ولا حاجة.

الثانية عشر بتوقيت شوكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن