النداهة 3

340 47 8
                                    


ولقيتها بتهمس في وداني وبتقولي "لو مش مصدقني.. تعالى اوريك الحقيقة"...

وفجأة لقيت نفسي في دوامة من الدخان وكأن في موجة زمنية بتسحبني مش قادر اتنفس جواها.. بقيت اعافر بجسمي وأحاول أخرج منها لكني متقيد جواها ومش شايف أي شئ غير دوامة دخان بتدور بيا بسرعة رهيبة...

دقيقتين وكان كل ده انتهى ولقيت نفسي واقف جوه دوار كبير معرفوش وشكله قديم كأني رجعت بالزمن فعلاً!..

كان نور الصبح طالع رغم اني كنت بليل من شوية ومش فاهم كل ده حصل إزاي وأمته من خلال الدوامة ؟؟!

سمعت صوت اقدام جاي من الباب قدامي وشخص بيصيح بصوت عالي "مسكناها يا حضرة العمدة!؟"

أول ما سمعت صوته خوفت حد يشوفني وبقيت ادور على مكان استخبى فيه بسرعة.. اي جابني بيت العمدة ولو حد شافني هيفتكروني حرامي دلوقتي!؟

لقيت اللي بتمد أيدها على كتفي براحة وبتقولي "متخافش.. محدش هيشوفك..كل دول اموات"

اتفزعت من الحركة وبصيت لقيتها النداهة.. اللي سحبتني لهنا لأسباب مبقتش فاهمها.

ظهر قدامي راجل قصير بجلالية وقف تحت سلم الدوار ومستمر بصياحه "يا حضرة العمدة.. انت فين.. قفشنا الحرامية يا حضرت العمدة"

وسمعت واحد خرج من الدور اللي فوق وهو نازل بسرعة وتقريباً هو العمدة القديم وبيقوله "هي فين بنت الحراميين دي.. هاتهالي"

خرج الفلاح القصير ونده على رجالته ودخل تاني ومن وراه دخلوا اتنين رجالة مكتفين واحدة ست وبيدخلوها بالعافية وهي بتحاول تعافر معاهم وبتبكي...

قعد العمدة على الكرسي بتاعه وحط رجل على رجل ورموا الرجالة الست تحت رجله وباين عليها الخوف وبتترعش وهي بتطلب السماح وتبوس رجله وتقوله "ابوس رجلك سامحني واعفو عني.. والله ما هعمل كده تاني أنا كنت جعانة"

أنا واقف ورا العمدة وشايف كل الاحداث ومحدش فيهم لمحني ولا بص ناحيتي.. لكن استوقفني شكل الست لما العمدة شد من على وشها الشبكة اللي كانت لابساها... دي هي النداهة؟!

اتلفت حواليا ادور عليها ملقيتهاش.. اختفت وبتوريني اللي حصلها زمان.

أول ما العمدة شاف وشها كانت نظراته مش مبشرة بالخير وواضح أنه طمع فيها وقال لرجالته "اخرجوا انتوا بره دلوقتي.. أنا هتصرف معاها"

خرجوا الرجالة كلهم من الدار وهما بيضحكوا وكأنهم فاهمين هو عايز اي منها.. وشاور العمدة للبنت وقالها "تعالي يا حلوة اقعدي جنبي هنا..وقوليلي اسمك اي"

كان باين الخوف على الست اللي عمرها تقريبًا ميتعداش ال٢٥ سنة وقالتله "إسمي هند"...

وقعدت هند بعيد عن العمدة وهي منكمشة وبتترعش.. قرب منها العمدة وعينه كلها خبث وهو بيقولها "ها قوليلي بقا.. انتي ليه سرقتي الفرخة من العشة "

الثانية عشر بتوقيت شوكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن