﴿الفصل الثالث﴾
ولقيتها بتهمس في وداني وبتقولي "لو مش مصدقني، تعالى اوريك الحقيقة".
وفجأة لقيت نفسي في دوامة من الدخان وكأن في موجة زمنية بتسحبني مش قادر اتنفس جواها.
بقيت اعافر بجسمي وأحاول أخرج منها لكني متقيد جواها ومش شايف أي شئ غير دوامة دخان بتدور بيا بسرعة رهيبة.
دقيقتين وكان كل ده انتهى ولقيت نفسي واقف جوه دوار كبير معرفوش وشكله قديم كأني رجعت بالزمن فعلاً..!
كان نور الصبح طالع رغم أني كنت بليل من شوية ومش فاهم كل ده حصل إزاي وأمته من خلال الدوامة؟!.
سمعت صوت أقدام جاي من الباب قدامي وشخص بيصيح بصوت عالي "مسكناها يا حضرة العمدة مسكناها!؟".
أول ما سمعت صوته خوفت حد يشوفني وبقيت بدور على مكان استخبى فيه بسرعة، إيه جابني بيت العمدة ولو حد شافني هيفتكروني حرامي دلوقتي!؟.
لقيت اللي بتمد أيديها على كتفي براحة وبتقولي "متخافش، محدش هنا هيشوفك، كل دول مجرد أموات".
اتفزعت من الحركة وبصيت لقيتها النداهة، اللي سحبتني لهنا لأسباب مَبقتش فاهمها.
ظهر قدامي راجل قصير بجلالية وقف تحت سلم الدوار ومستمر بصياحه "يا حضرة العمدة، انت فين، قفشنا الحرامية يا حضرة العمدة"
وسمعت واحد خرج من الدور اللي فوق وهو نازل بسرعة وتقريباً هو العمدة القديم وبيقوله "هي فين بنت الحراميين دي هاتهالي"
خرج الفلاح القصير ونده على رجالته ودخل تاني ومن وراه دخلوا اتنين رجالة مكتفين واحدة ست وبيدخلوها بالعافية وهي بتحاول تعافر معاهم وبتبكي.
قعد العمدة على الكرسي بتاعه وحط رجل على رجل ورموا الرجالة الست تحت رجليه وباين عليها الخوف وبتترعش وهي بتطلب السماح وبتبوس رجله وتقوله "ابوس رجلك سامحني واعفو عني، والله ما هعمل كده تاني أنا كنت جعانة".
أنا واقف ورا العمدة وشايف كل الاحداث ومحدش فيهم لمحني ولا بص ناحيتي، لكن استوقفني شكل الست لما العمدة شد من على وشها الشبكة اللي كانت لابساها ومتدارية فيها، واللي كانت هي هي نفسها النداهة؟!.
اتلفت حواليا ادور عليها مَلقيتهاش، اختفت وبتوريني اللي حصلها زمان.
أول ما العمدة شاف وشها كانت نظراته مش مبشرة بالخير وواضح أنه طمع فيها وقال لرجالته "اخرجوا انتوا بره دلوقتي، أنا هتصرف معاها".
خرجوا الرجالة كلهم من الدار وهما بيضحكوا وكأنهم فاهمين هو عايز اي منها، وشاور العمدة للبنت وقالها "تعالي يا حلوة اقعدي جنبي هنا، وقوليلي اسمك ايه"
كان باين الخوف على الست اللي عمرها تقريبًا ميتعداش الخمسة وعشرين سنة وقالتله "إسمي هند".

أنت تقرأ
الثانية عشر بتوقيت شوكي
Horrorقصص قصيرة رعب بالعامية المصرية، حكاية جديدة كل يوم اتنين و خميس