إحدى الضحايا

597 55 20
                                    

كانت ليلة مُعقدة زي عشة الغراب، عاصفة عايزة تقلع اللي وراها واللي قدامها، وأنا واحد أهبل سايق عربيتي على طريق ضلمة في حتة نائية، طريق ما بيعديش عليه حتى عصفورة حظي المهبب اللي خلاني أقرر اني اختصر وامشي منه.

كنت راجع من الشغل من سفرية طويلة في المدينة، مرهق وتعبان من اليوم اللي كله شقى،  كل اللي نفسي فيه دلوقتي  أقعد مع مراتي وابني الصغير اللي مستنييني في البيت على نار.

وفجأة، العربية عطلت من غير مقدمات، زي ما يكون عفريت وقفها! سمعت صوت غريب من الموتور، حاولت أدوّر تاني، بس لا حياة لمن تنادي. بصيت على عداد البنزين لقيته فاضي!  استغربت جدًا، لأني كنت مالي التانك قبل ما أطلع من المدينة ع الآخر.  قلبي وقع  في رجلي، و الخوف بدأ يسيطر عليا.

بقيت في حتة ولا كأنها موجودة على الخريطة، ولا عربية بتعدي ولا حتى بيت باين في الأفق.  طلعت موبايلي بسرعة، بس للأسف ملقتش شبكة، ولا حتى خط!  كان ده طوق النجاة الوحيد اللي معايا عشان أكلم حد، حاولت أدور على أي شبكة تانية بس مفيش فايدة، حسيت بالعجز ووحدانية فظيعة.

متحاصر هنا، ومحدش يعرف أنا فين.  بدأت أفكر في مراتي وابني، هيعملوا إيه لو مارجعتش البيت تاني وأكيد قلقانين عليا؟  طيب وإيه اللي هيحصلي لو قعدت هنا لحد الصبح مثلاً؟

هل هيطلعلي عفاريت وجن زي الافلام الاجنبي، ولا هيطلعلي حيوانات وطيور عدوانية؟

قررت أنزل من العربية وأدور على أي مساعدة،  يمكن يكون في بيت قريب أو مزرعة، يمكن حد  يساعدني في المأزق ده. 

خدت موبايلي ومفاتيحي والكشاف بتاعي  ونزلت من العربية وقفلت الباب ورايا،  برد قارص ورطوبة فظيعة، والهوا  بيصفر كأنه عفاريت هي اللي بتعمل الاصوات،  والسما  مغيمة بسواد مخيف.  برق بينور  الظلمة كل شوية ورعد بيضرب  كأنه  نازل  على الأرض.  المطر  كان بيزيد  شدة  لحد ما غرق هدومي كلها.

بدأت  أمشي على جنب الطريق  ومعايا  كشافي الصغير، كنت بحاول  أشوف أي  لمضة أو  يافطة تدلني على أي اتجاه.

بس  للأسف ما كانش في  غير  أشجار وحقول وتلال، ولا  نور  ولا حركة في أي حتة، كأني بقيت في عالم تاني. 

فضلت ماشي لمدة نص ساعة من غير ما ألاقي حاجة، كنت حاسس بإرهاق رهيب وجوع وعطش  فظيع. 
فكرت أرجع تاني للعربية وأستنى لحد الصبح، يمكن حد يعدي بالصدفة ويساعدني. 
بس فجأة   شوفت  حاجة من بعيد، حاجة  كبيرة وضلمة  باينة من بين  الأشجار، حاجة  شكلها  زي بيت مستخبي!

حسيت  بنور أمل، يمكن البيت ده يكون فيه حد يقدر  يساعدني.

جريت  على البيت بسرعة  وأنا  بتجاهل التعب  والبرد، بس  كل ما بقرب من البيت، كل ما بحس  بحاجة غريبة اوي بتحصلي!

الثانية عشر بتوقيت شوكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن