حكاية فرحة (شبح ليلة الزفاف2)

646 73 1
                                    


فرحة كانت شبه جالها حالة من الجفاف وعضمها بارز منها ومبتتحركش.. بتبصلنا وبترمش وبتبص للشيخ صالح كأنها بتقوله "انقذني"...

طاهر مبقاش مصدق اللي هو شايفه وزعق في عمه وقاله "إزاي فرحة تكون بالشكل ده ومتقوليش يا عمي.. ليه خبيت عليا واحنا في بيت واحد ليه"

رد عليه عمه واللي كنت تاني مرة بشوفه فيها من بعد ما طلعلي وانا فاقدة الوعي وقاله "محبتش اكسر فرحتك يابني.. أنت عريس وميصحش اقولك أن قبل فرحك باسبوع بت عمك وقعت في الحمام وواخدة علقة موت من العدم"

كلنا ذُهلنا من اللي سمعناه.. الشيخ صالح قال لابوها "هاتلي شربة ماية بسرعة يا حاج وتكون من الحنفية"

قام الراجل من جنب بنته وجاب كوباية ماية للشيخ.. قعد الشيخ جنب البنت وحط أيده على راسها وبقا يوشوش الكوباية ويقرأ عليها كلام مش مسموع...

جسم الشيخ صالح كان بيترج كأنه مش متحمل يلمس دماغ فرحة اللي كانت مغمضة عينيها وبتتهز هي كمان.

كانت أول مرة في حياتي أشوف مشاهد صعبة زي دي.. مسكت في أيد طاهر اللي كان بيبكي على بنت عمه وخبيت وشي في كتفه وأنا بطبطب عليه وبمنع نفسي مشوفش اللي بيحصل.

سمعت الشيخ صالح بيقول لفرحة "قومي يا فرحة اشربي الكوباية دي واوعي تخافي.. كل اللي واقفين حواليكي دول سراب محدش يقدر يمسك وكلام ربنا محاوطك"

بصيت على فرحة لقيت الشيخ بيسندها وبيحطلها مخدة ورا ضهرها وبدأت تشرب فرحة والدموع بتجري على وشها وعمالة تبص حواليها بخوف ورهبة.

أول ما خلصت فرحة الكوباية ابتسمت للشيخ كده وبدأت الروح تترد فيها من تاني وبطلت تبص حواليها كأنهم اختفوا خلاص ودلوقتي مرتاحة ومطمنة..

والد فرحة حاول يبوس يد الشيخ صالح على اللي عمله مع بنته لكن الشيخ منعه وقاله "متشكرنيش أنا يا حج.. اشكر ربك أنه جابني في الوقت المناسب وادعي أقدر أساعد فرحة لحد ما تقوم بالسلامة"

سألت الشيخ صالح وقولتله "هي كده فرحة مش خفت خلاص يا شيخنا ؟!"

رد وقالي "لأ يابنتي.. انتي كان معمولك مجرد عمل خفيف كده على السلسلة عشان تطلقي وتسيبي بيتك ومترتاحيش.. لكن اللي على فرحة مش هين.. فرحة عملها مش موجود في البيت هنا ولسه مبطلش.. عمل قوي وشديد معمولها على عضمة لوح العجل المحرم استخدامها"

كنت حزينة جداً من الكلام اللي سمعته عن عمل فرحة.. ليه بنت صغيرة وبريئة كده يتعمل فيها كل ده؟؟!

ابو فرحة بقا يبكي ويقول "ليه بنتي يحصلها كده ليه.. دي مسكينة مبتخرجش من البيت يا شيخنا ولا تعرف حد"

طاهر قعد جنبه يواسيه وهو بيقوله "استهدى بالله يا عمي فرحة هتكون بخير وبإذن الله شيخ صالح مش هيسبناا.. صح يا شيخ ؟ مش فرحة هتكون كويسة؟"

الثانية عشر بتوقيت شوكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن