شارع عفريت العمدة

1K 117 8
                                    

الضلمة كانت مالية الدنيا، كنت راجع البيت بليل زي عادتي، بس المرادي اخترت أعدي من شارع كنت بحبه أنا وصحاب أيام الطفولة. 

شارع كنا بنسميه "شارع عفريت العُمدة"،  عشان كان كله أشجار عالية وضلمة بتخوف غير الحكاية الياها اللي قالوا أن كان في عمدة زمان اتقتل فيه. مفيش لمبة  كانت بتنور في الشارع ده غير لمبة عمود مكسورة في أخره.  

كنا بنحب نعمل سباق عجل في الشارع ده، وبنحس إنه عالم تاني بعيد عن الناس الكبيرة بنقدر نعمل فيه كل اللي نحبه.

المهم في يوم كنت راجع متأخر من شغلي ومخنوق،  بس عاندت أعدي من الشارع ده، كنت عايز أواجه الخوف اللي بيخنقني كل ما أفكر أعدي منه لوحدي ومش معقول بقيت شحط كده ومازلت جبان وبصدق خرافات قديمة اتقالت.

دخلت منه بالفعل وأنا ماشي حسيت زي ما يكون حد بيجري ورايا.. خطوات سريعة وقريبة لفيت بسرعة لقيت الشارع فاضي! 

قولت لنفسي: "يا بني ده خيالك.. أكيد مفيش حاجة متبقاش جبان". 

كملت مشي، بس المرادي بخطوات أسرع قال يعني بعمل رياضة ومش خايف، وقلبي بيدق زي الطبل البلدي جوايا.. فجأة حسيت تاني بالخطوات دي..  بتجري ورايا لكن المرادي خطواتها مسموعة..  وبتقرب! 

قررت مبقاش غبي وابص ورايا من تاني لأني اكيد مش هلاقي حاجة.. بصيت بطرف عيني على جنب الشارع، كان في عربية قديمة مركونة ولما بصيت في مرايتها..  شفت واحد في ضهري ظاهر خياله بس  وبيحاول يخنقني! 

صرخت.. بس ما طلعش مني صوت..  حسيت إني مخنوق فعلاً..  رجلي مبقتش شايلاني وبقيت افك في الجرافتة عشان أخد نفسي اللي اتخنق. 

مستحملتش الاختناق ووقعت ع الأرض مش حاسس بحاجة.. ضلمة فقط اللي شايفها!

لما فوقت وفتحت عيني، لقيت نفسي قدام باب  المستشفى اللي في أول الشارع!؟ واقع ع الأرض والشارع فاضي وضلمة و راسي بتفرقع من كتر الوجع والدوخة، حطيت إيدي على راسي ولقيت دم بين صوابعي كتير.. عرفت أن دماغي مفتوحة وبتنزف..

جريت عالمستشفى جري وانا بكتم الدم في نافوخي، لقيت راجل كبير قاعد في البوابة من جوه أول ما شافني أبتسم  ابتسامة  مريبة  مفهمتهاش وشاورلي أدخل..! 

حكيت للناس اللي في الاستقبال اللي حصلي وانا مذعور وبترعش، قالولي أهدى وأحكي اللي حصل بالتفصيل ولما كشفوا قالوا إن عندي شرخ في  الجمجمة نتيجة ضربي بآلة حادة على دماغي من ورا..!

لكن أنا شوفت حد بيخنقني مش بيضربني! واغم عليا بدون ما احس بأي ضربات ؟!

حجزوني كام يوم في المستشفي مابين أدوية وعلاجات وعمليات وعناية مركزة..

كانت بترعاني ممرضة بشوشة وخلوقة إسمها "إلهام".. اينعم كانت احيانا بتنفعل بدون اسباب وتتصرف بشكل عجيب لكن كانت بترجع تعتذر واشوفها تقف ورا الازاز بتبصلي وعيونها كلها دموع..

الثانية عشر بتوقيت شوكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن