سينما الجحيم

449 51 7
                                    

_ألحقيني بنتك ماتت.

دي كانت الجملة اللي نزلت على قلبي زي الجمر، ومن وقتها وأنا عايشة جسد بس من غير روح.

الحكاية بدأت وأنا عندي ٢٧ سنة لما كنت في أخر سنة ليا فالجامعة.

كان ليا صاحبة عزيزة إسمها تغريد بقضي وياها كل اوقاتي جوه الجامعة لحد ما نروح بيوتنا.

وفي يوم اغلب الدكاترة في الجامعة محضروش لأن الجو كان كله عواصف ومطر، بس إحنا كطلاب جامعيين التزمنا بمواعيدنا وحضرنا.

وقتها قولت لتغريد نروح المرادي بدري وخلاص، فخرجنا من الجامعة ومكنش في مواصلات والجو صعب وكله أتربة.

فضلنا نمشي لحد ما لقينا الدنيا بتشتي علينا جامد ورغم أننا الصبح لكن الشمس كانت مختفية وسط السحاب الأسود والغيوم وتحس نفسك على مشارف الليل خلاص.

وقفنا نتدارى في مدخل عمارة كبيرة لحد ما الدنيا تهدى شوية عشان نقدر نمشي ولقيت تغريد بتقولي " صبا بصي قدامك الناحية التانية كده؟"

بصيت كويس ملقتش حاجة مُلفتة للنظر عادي عماير كبيرة قدامها شوية محلات مفيش جديد!

فقولتلها "ابص على اي بظبط؟"
لقيتها بتقولي بحماس وهي سعيدة "يبنتي بصي مش اللي هناك دي سينما؟"

فخدت بالي من اليافطة الكبيرة اللي مركزتش معاها وقولتلها "ايوا فعلاً، مالها؟"

فأقترحت عليا بحماس إننا ندخل أي فيلم فيها واهو منها خروجة ومنها يكون الجو اتحسن واتعدل شوية.

بعد إلحاح منها وافقت إننا ندخل وعدينا الطريق بسرعة ودخلنا، كانت قاعة سينما نظيفة ومرتبة والطاقم كله محترم وبيرحب باللي بيدخل.

وقفنا نختار فيلم ندخله لحد ما تغريد صممت أنها تدخل فيلم اجنبي "تشاكي".

ولأن مش فارقلي اختيار الفيلم على قد ما فارقلي إني أرتاح شوية وافقتها ودخلنا اتفرجنا على الفيلم اللي بنسبالي مشوفتش أغلبه لأني كنت بغمض عيني واسرح لخيالي وأحلامي اللي نفسي احققها.

خلصنا الفيلم وكان الجو اعتدل إلي حدً ما وخرجنا مبسوطين وكل واحدة ركبت مواصلة لبيتها.

أول ما طلعت قعدت مع أهلي اللي لقتهم منتظرين رجوعي عشان يفاتحوني في موضوع مهم بخصوص  عريس متقدملي؟!

مين ده؟ وشافني فين؟ ويعني اي مستعجل ع الجواز أنا لسه مخلصتش تعليمي! فجأة كده ظهر من العدم والكل موافق عليه ومرحب!

دي كانت الاسألة اللي فضلنا نتناقش فيها طول اليوم وسط أهلي، لحد ما حسيت أن كلهم متفقين عليا ومفيش مفر وهتقلب بخناقة، ودخلت اوضتي أهرب شوية من زحمة أفكاري.

كان باب الاوضة مفتوح ونور بسيط اللي شغال في الطرقة، سمعت صوت طقطقة حصلت في الباب ببص ناحيته شوفت خيال قصير لشخص بيمر قدام الغرفة وفي أيده سكين رافعها لفوق وبيعدي ببطء!!

الثانية عشر بتوقيت شوكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن