النداهة1

1.1K 103 12
                                    


                       ﴿الفصل الأول﴾

_السر كله في الست اللي في الصورة دي، دي مش إنسانة زي مقولتلك زمان، دي تبقى النداهة اللي بتسمعها يا سيف واللي سمعها أبوك الله يرحمه.

قبل ما تعرفوا حكايتي لازم اعرفكوا على نفسي واقولكوا الحكاية بدأت منين..!!

أنا سيف عمري ٢٤ سنة اتولدت في قرية ريفية بسيطة.
أنا الشاب اللي فتح عينه على الدنيا لقى نفسه عايش مع جده وجدته وأبوه وأمه مش موجودين..!

والحقيقة أن كل مرة سألت عنهم كانت اجابة جدتي بتتغير، مرة تقول مسافرين ومرة تاني والدك بس اللي اتوفى وأمك اختفت من بعدها..!؟

وهكذا إجابات من غرابتها بطلت أسأل علشان موصلش لنتيجة ممكن تكسرني.

كنت بشتغل في كشك قريب من بيتي على بُعد مسافة بسيطة من الترعة العمومية اللي كنت متعود اتمشى عليها بروقان بليل وانا راجع من شغلي.

لحد ما في يوم كانت نفسيتي تعبانة شوية لأن جدتي مريضة وكنت خايف أنها تسبني زي جدي ما سابنا من اربع سنين واعيش أنا لوحدي من بعدها.

قعدت على حافة الترعة وانا من جوايا مهزوم وحزين وبقول لنفسي "مش لو كانوا اهلي موجودين دلوقتي كانوا خففوا عني احساسي بالوحدة في الدنيا، وليه أمي اختفت بعد موت والدي وراحت فين وسابتني؟!".

اسألة كتير مبتنتهيش مبقدرش اطلعها برايا، وفي وسط كل الهموم دي وانا سرحان سمعت همس بيقولي "أنا هنا يا سيف".

اتلفت حواليا كانت الدنيا ضلمة شوية ومفيش غير عمود نور بعيد عني هو اللي يادوب منور المكان.

الساعة كانت تسعة وده توقيت كل اهالي القرية بيكونوا خلاص في بيوتهم ونصهم نايمين كعاداتنا القديمة يومنا بينتهي بدري.

قومت مشيت وانا بتلفت ورايا وحاسس أن الصوت مش مجرد همس سمعته بالصدفة لأ، ده حد اتكلم جوايا والكلمة أترددت بشكل قوي ومسموع.

رجعت البيت اطمنت على جدتي اللي كانت نايمة وتاني يوم قررت أرجع بدري ساعة من شغلي علشان ألحق اقعد معاها.

اليوم ده عدى عادي مفيش حاجة غريبة حصلت،  بس أنا مَكنتش مرتاح ومش عارف ليه جوايا شعور لا إرادي بيقولي أن في حاجة هتحصلي.

تاني يوم روحت الشغل ورجعت بدري زي ما قررت، جدتي كانت لسه صاحية، قعدت معاها شوية لحد ما  نامت ودخلت على سريري حاولت أنام لكن مقدرتش من كتر التفكير، قولت اطلع اقعد على حافة الترعة شوية مع نفسي.

مَكنتش عارف ليه أنا رايح هناك في الوقت ده رغم إني تعبان من شغلي والمفروض أرتاح، يمكن علشان  أسمع الصوت الغريب ده تاني؟ أو يمكن علشان  أتأكد وأثبت لنفسي إني مَكنتش بتخيل؟!

الثانية عشر بتوقيت شوكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن