سيدة المشرحة

994 79 13
                                    

خرجت من تلاجة الموتى إزاي لوحدها، انا متأكده أن مش دي الجثة اللي كانت قدامي...!

المشرحة ليها حكاوي كتير بتتقال عنها مع الأموات، كنت فكراهم مجرد خرافات لحد ما شوفتها بعيني...!

أنا نورهان، طالبة في كلية طب وكان الدور عليا في تدريب المشرحة.
معرفش اي خلاني اختار التخصص ده وأنا قلبي بيقف لو شوفت فار قدامي.

من حسن حظي أن دكتور العملي في المشرحة يبقي خالي، فكان بيدربني على أي مرحلة عشان متكسفش قدام صحابي لما أفشل، تقدروا تقولوا كده واسطة.

أول يوم ليا في المشرحة طلب مني أدخل معاه اشوفه وهو بيخرج الجثث من التلاجة إزاي؟ وبيتعامل إزاي مع الأطراف المبتورة لما يجي ينقلها من مكانها..!

كل ده كان بغرض أنه يكسر خوفي ورهبتي من الجثث ومن غرفة التلاجات عمومًا.

كل مرة كان بيفتح فيها درج كان بيطلع منه جثة مرعبة اكتر من اللي قبلها. إلا الجثة دي.. مقدرتش أتحمل شكلها ولا أطمن لظهورها..

كانت جثة محروقة بشكل بشع، لدرجة اني مقدرتش أحدد هي راجل ولا ست من كتر ماهي متفحمة. عبارة عن جلد أسود سايح في بعضه وكل اللي ظاهر من ملامحها عينها اللي مفتوحة على اخرها وجفنها محروق ومش موجود فوقيها، تحس كده انها بتبصلك مش ميتة!.. على عكس باقي الجثث عيونهم كانت مقفولة عادي.

خالي لما شاف خوفي وعدني إننا كده كده مش هنشتغل عليها ومش ضروري أقرب منها، ولقيته طلع جثة تانية ملفوفة وحطها على السرير قدامي وقالي دي سليمة، هنشتغل واعلمك عليها..

مر شوية وقت وكانت رهبتي اتكسرت إلى حد ما وخدت ع الاجواء، قعدت على كرسي اتفرج عليه من بعيد بس وأشوف هيعمل أي؟

بدأ يشيل من عليها الغطا وهو بيذكر الله وبيسبح بصوت مسموع.
الجثة طلعت لراجل مقتول برصاصة في صدره وشكله عادي ميقلقش.

قعد يشرحلي أماكن الفتح وببدأ الفحص إزاي قبل ما اشتغل في أي حالة، وضرورة الذكر لأنهم بيحسوا بينا وبوجودنا معاهم.

وفجأة دخل مريض علينا الغرفة وهو بيندهله ومستعجل وبيقول أن في حاجة ضرورية ومحتاجينه بره...!

قام مغطي الجثة بسرعة ورجع القماش الأبيض على وشه من تاني، وقالي خليكي هنا هشوف في اي بره وأرجعلك، ولو قدرتي تتمرني عليه حاولي لحد ما اجيلك.

فضلت قاعدة متنحة مكاني، أنا مرعوبة أصلا من فكرة وجودي لوحدي في أوضة كلها أموات وقدامي جثة بعد ما خالي مشي وسابني.

ذكرت ربنا في سري كتير وقولت أنا لازم اكسر خوفي ده وأتلهي في اي حاجة أعملها بدل مانا قاعدة منتظرة حاجة تتحرك عشان أجري وخيالي عمال يرعبني اكتر.

قربت من الجثة اللي ع السرير لحد ما بقيت واقفة قدامها بالظبط ودي كانت شجاعة كبيرة اني اقربلها لوحدي. مبقتش حاسة ان فيا اعصاب تخليني أشيل الغطا من على وشه بنفسي.. بقيت أمد أيدي وارجعها تاني بسرعة، مع أن شكل الراجل مفيهوش اي حاجة تخوف.

الثانية عشر بتوقيت شوكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن