النداهة 2

781 102 20
                                    

                       ﴿الفصل الثاني﴾

كانت جدتي!!؟

لكنها مَكنتش جدتي اللي أنا أعرفها، لأ.
عينيها كانت بيضا تماماً، و وشها شاحب ومُغطى  بتجاعيد عميقة، إيديها كانت رفيعة زي عضم الفراخ وهيئتها ترعب اجدعها شنب في بلدنا.

وقفت قدامي وقالتلي بصوت متغير يشبه الأشباح "أنا أسفة يا سيف، أنا اللي خبيت عليك وخدعتك، وأنا اللي طلبت من النداهة تجيبك هنا علشان تشوف الحقيقة وتدفع تمنها".

صرخت في وشها "ليه يا جدة ليه؟ عملتلك إيه؟"

صرخت بصوت مُرعب وقالتلي "مش أنت يا سيف، أبوك، أبوك هو اللي عمل فيك وفينا كده"

قالت الكلمة دي والنور انقطع فجأة ورجعت الغرفة  لعتمتها من تاني.

مَبقتش شايف حاجة، مبقتش سامع غير صوت  الريح وصوت صرخات أبويا بيتردد في الغرفة  المُظلمة وهو بيقول "أنا ندمان يا سيف، أنا ندمان".

كنت فاهم في اللحظة دي إني مش هخرج من المكان ده خلاص وانتهيت، لحد ما لقيت اللي انتشلتني من ضياعي بصوتها وهي بتقولي "سيف، قوم يا سيف مالك ياولدي؟ قوم يا ضنايا أشرب شكلك مفزوع".

كانت جدتي ماسكة المصلية في ايديها..!

كل ده كان كابوس وحلم؟ معقول أنا مخرجتش على الترعة ولا سحبتني النداهة لعالمها؟!.

معقول كل دي تخاريف لمجرد إني سمعت صوتها امبارح بس؟! قعدت مكاني وانا باخد انفاسي بالعافية ومش مصدق اني رجعت لبيتي من تاني.

سألت جدتي "جدة هو فين صندوق صور بابا وماما؟".

استعجبت شوية من سؤالي وقالتلي "متشال يا ولدي، بس بتسأل ليه؟"

طلبت منها تحضرهولي بحجة إني مشتاق اشوفهم والحقيقة كانت عكس ده تماماً، أنا بس كنت محتاج اطمن أن اللي حلمت بيه ده مجرد كابوس عابر من عقلي الباطن ومفيهوش أي حقايق.

روحت لشغلي تاني يوم وطول اليوم سرحان في الكشك لا عارف اركز مع اطفال ولا اخلي بالي من حسابات، لكن انتظرت لما خلصت اليوم ورجعت من نفس الطريق اللي بقيت ماشي فيه بحرص وعندي عقدة اتمركزت جوايا منه، لكنه للأسف الطريق الوحيد اللي بيوصلني للبيت ومضطر امشي فيه.

اتفاجئت بواحدة ست قاعدة مكان ما بقعد على الترعة وعمالة تغني بصوت واطي وتهز رجليها ولابسه أسود في اسود زي ستات القرية.

كملت مشي وانا من جوايا بذكر الله وبقول يارب تعدي على خير، لحد ما مريت من جنبها وكملت مشي وسمعتها بتندهلي "سيف، متنساش هستناك"

بصيت ورايا شوفت وشها، كانت ست عادية لكن عيونها بيجري جواها ماية البحر مش عيون بشرية.

الثانية عشر بتوقيت شوكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن