لست بطفله
الحلقه 24
قام ظافر بطوله الفارع ويعدل من هندامه
وإتجه إلي المقعد الذي أمامها
وهي قلبها يكاد ينخلع من بين الضلوع
أو يقف تماما كلما أقترب منها ليجلس في مواجهتها ثم يفتح ساقيه وبحركة فجائية يجذب مقعدهاوتصبح ساقيها بين ساقيه وهي تشهق كردة فعل لما فعله حتي كادت تفقد النطق وينخلع قلبها
ظافر مهدءا إياها ماتخافيش
طبعا أنا ماقصدتش اللي حصل في الشقه لأني ماكنتش أعرف الحقيقه وكنت مفكرك.... ويتلعثم طبعا أنت فاهمة كلامي
وهي في نفسها
إنسان متعجرف متكبر
مستكبر يقولي أسف ويعتذر عن عملته السودا فيا
فأحس ظافر أنها سارحة ولا تعبأ بكلامه او تعيره أدني إهتمام
فتعصب وخبط علي المكتب بيده بقوة
هو أنا مش بكلم لتستفيق وتعود من حديث النفس
وتشهق هاااااا أه معاك فاهمة
خلاص حصل خير
ظافر بضيق المهم البيت ده بيتك وبيت إبنك وهو أمانة في رقبتي
ولو حد بس عمل حاجه تقوليلي فورافأومأت برأسها بتفهم
ثم استطردت بس انا مش عاوزة اقعد هنا رجعني شقتيفتعصب ظافر
ليجز علي أسنانه وأنا قلت مافيش خروج من باب الفيلا دي إلا علي قبرك
فجحظت عيناها
أزاي يعني وكليتي
ظافر بعدم اهتمام ماتلزمنيش
ظلال وكادت تبكي بس حمزه وعدني إني هكمل تعليمي
فأغمض عينيه خلاص سيبيني أفكر في الموضوع
فاستطردت أرجوك ماتحرمنيش من كليتي
فالتفت إليها واقترب من أذنها حتي
اخجلها قربه
قلت هفكر في الموضوع ماتبقيش لحوحة
فحاولت الإبتعاد بإسناد ظهرها علي المقعد وهي توميء برأسها
وأستطردت طيب ممكن طلب بسيط
ظافر وقد.أعيته طلباتها الكثير
أتفضلي
فأجابته أنا مش معايا ملابس هنا
وكل لبسي سيبته في شقتي ساعة...فقاطعها فاهم
خلاص بكرة ناهد تاخدك وتجبيه
أو أنا هاخدك بنفسي أوديكي تلمي هدومك وأرجعك تاني
عشان أضمن مش هتروحي هنا ولا هنا
فاغتاظت ظلال
هو أنا مسجونة ولا ايه انت هتحبسني
فقام ظافر بطوله الفارع أمامها لترفع رأسها عاليا وهو يجيبها حاجة زي كده
فقامت أمامه وهي كالعصفور فهي قصيره وكان حمزه بالنسبه اليها أطول بعض الشيء أما هذا فأطول بكثير
فأحست بقزامتها أمامه ولكنها أستجمعت شجاعتها وباغتته بردها
ليه بقي إن شاء الله تحبسني
بأي حق تحبسوني هنا
لا قانون ولا أي حاجة تسمح بكده
فنزل إلي أذنها ليهمس بها
دا قانون ظافر البنهاوي
واللي يقوله يمشي ع الكل من الكبير للصغير فاهمة
فعقدت يديها ولم تجبه
فاعتدل بطوله ليقول بصرامه
أنا بقول فاهمة
لتجيبه بفزع من حدته فاهمة فاهمة
وكادت تجري من أمامه
ليجذب ذراعها قبل رحيلها فتنظر إلي موضع يده فلا يبالي بنظراتها
ويستطرد بكره تصحي بدري عشان أوصلك في سكتي وأرجعك قبل ذهابي العمل فنظرت إليه
حاضر أي أوامر تانية
فتركها واعطاها ظهره وهو يرد دون اهتمام لا خلاص لما يبقي في أوامر تانيه هبلغك بيها
لتجحظ عينيها من صفاقه هذا الذي أمامها فهي لم تعتد هذا النوع من الرجال فحمزه كان كالنسمة في رقته وحنيته
وهي واجمة جاح ثمظه العينين تنظر لهذا المتعجرف الذي يوليها ظهره ويتحدث إليها من عليائه
وهي عاقده ساعديها
ليلتفت فجأه فيراها هكذا
فيستغرب
في حاجه تانية
فتستفيق من غفلتها
هاااااا لاااااا أنا ماشيه وحاضر هصحي بدري
وهشرب اللبن قبل ماانام واغسل كعوب رجليا كمااان
وانصرفت وتركته يضرب كفا علي كف
إيه الطفلة اللي بلتنا بيها دي ياحمزه أنا ناقص أدادي في أطفال كمان
مش كفايه الهم اللي أنا فيه ومصايب الشركة اللي فوق دماغي لا دي كمان وبتتريق مش عاجبها كلامي
ماشي ياظلال أما ربيتك من أول وجديد ،ماأنا هشتغلك داده ليكي ولإبنك
ماشي ياحمزه تعمل العملة وأنا اللي أقع فيها
ويضحك ولا كعوب رجليها دي كمان اللي هتغسلها جايبلي عيلة وهبلة كمان الله يرحمك ياحمزه يلا ربنا يغفر لك بقي
وفي اليوم التالي
استيقظت مبكرا وكانت بنفس ملابسها التي قدمت بها فليس لديها غيرها
واخذت ولدها ونزلت بالبهو الكبير لتجده يتناول قهوته ويمسك بالجريدة
فوقفت أمامه
أنا جاهزهة
فنظر اليها من خلف نظارته التي يقرأ بها
وأشار إليها أجلسي أفطري أنت وحمزه الصغير
فاجابته بحده ماليش نفس يلا
فنظر لقهوته مش شيفاني بشرب القهوه قلت أقعدي أفطري وفطري أبنك
فاخذت تبدل ساقيها وتتأفف
فنظر لها ظافر
كلي بدون تأفف أحنا مش حاطنلك سم في الأكل أنا فاطر منه قبلك
فنظرت له هي لم تقصد هذا فهي تتأفف من معاملته ولا تظن به هذا
وأستجمعت شجاعتها
علي فكره أنا ماقصدش كده وعارفه أنه مش مسموم وحتي لو مسموم هأكله لو دا يرضيكوا وتناولت منه بضيق وهي تنظر إليه وهو ينظر للجريدة الصباحية وتلاحظ تغير تعبيرات وجهه وهو يقرأ الأخبار وفجأه انفرط ضاحكا وهي تتعجب من هذا المجنون وهو يستطرد عشان يحرم يقف قصادنا
وطوي جريدته وقام يعدل من هندامه
وهي تنظر إليه خلاص سموك أذنت لنا بالرحيل
ظافر ليزيد من حنقها
يلا كفايه عليكي كده عشان ماتتخنيش
مش كنتي مش عاوزه تاكلي نفسك اتفتحت دلوقت
لتنظر له باستغراب وتحمل وليدها يلا يابني ربنا يصبرنا علي المجانين دول وذهبت خلفه إلي السيارة
لتجد مقعد في الخلف مخصص للطفل فتضعه وتركب بجانبه
ليستشيط ظافر غضبا
هو أنا الشوفير بتاع الهانم ولا أيه
ماتيجي هنا ياهانم
فقامت مفزوعة من طريقته
أنا أسفة ماقصدتش بس خفت إسلام يعيط
وأنطلقت إلي المقعد المجاور له في هدوء حتي لا يستشيط من مجادلتها له كعادته
ذهب بها لشقتها وقتح الباب ودخل لتدخل وراءه وتقف علي الباب تنظر إلي حوائط هذا المنزل الذي كان يعج بالضحكات أصبح يكسوه الغبار وكأن قاطنوه هجروه منذ زمن بعيد وليست أشهر معدودات وقد تحولت ضحكاته إلي أنين لفقدان أصحابها
ليفزعها بصوته ماتيلا ياهانم وانا هفضل مستنيكي طول العمر ماتخشي تخلصي أنا مش فاضيلك ورايا شغل
لتنتبه وتجري حاضر حاضر
فيجذبها من ذراعها وهي تمر أمامه
فتنظر اليه في حاجة
فيشير لإسلام هاتي حمزه الصغير لحد ماتخلصي
فتعطيه له ليضحك أسلام لعمه بمجرد أن رآه فهو يشبه حمزه ولكن الفارق بينهما الطول ليشعر إسلام أنه بين يدي أبيه فيضحك
وهي تنظرلإسلام وتسرح ليوقظها من غفلتها ماتيلا خلصي فتجري من أمامه حاضر هخلص أهو
فيجلس ظافر وهو ممسك بحمزه يداعب فيه ويقذفه وهو يضحك بصوت عال وهي فرحة بضحكاته
ثم يستطرد ظافر
أيه غاوي لعب ياوريث
أنت ياد هتبقي وريث البنهاوي
عارف يعني أيه تورث أمبراطوريه البنهاوي بعدي يعني لازم تبقي قدها عشان كده لازم تكبر قدام عيني وتتعلم كل حاجة مني عشان ماتضيعش شقي السنين بتاع جدك وأبوك وعمك
أنا عارف أن أمك هتحاول تقسيك عليا بس بعد كده هتفهم بعمل دا كله ليه
مش ممكن أسيبك أمك تربيك علي مزاجها وتطلع واد طري تبوظ وتهد اللي بنيناه حتي لو طلعت بتكرهني
مايهمنيش بس لما هتكبر وتفهم هتشكرني بعد كده
وهي تستمع للكلام وتقف تنظر إليهما وهو يحادثه وإسلام يضحك
ثم يستطرد أنت عارف لولاك ماتعرفش كنت عملت أيه في أمك دي أنت اللي وقفت بيني وبينها أنا كنت ممكن أرميها من البلكونه علي الكلام اللي قالته لولا نظرتك ليا
وهي تجحظ عينيها وتعقد ساعديها
أيه البني أدم ده عمره مايكمل كلمتين كويسين علي بعض يبوظهم تاني
لينظر إليها فجأه فتتلعثم
وهو يباغتها خلصتي
فتجيبه بسرعه خلاص قربت
فيستغرب أمال واقفة تعملي أيه
أنا مش فاضيلك فيفزع أسلام ويكاد يبكي فتجري عليه
ليبعدها عنه روحي كملي شوفتي عمايلك خليتي الولد يتفزع وأخذ يهدهد فيه حتي ضحك مرة أخري
وهي تذهب تضرب كفا علي كف
عمايلي أنا بردو والله راجل مجنون
أنا عملت ايه في دنيتي عشان يحصلي دا كله
ثم تنتهي مما تفعله وتحصر شنطة كبيرة لا تستطيع حملها فهي تكبرها وزنا
ليأخذها منها خلاص كده خلصتي ولا في حاجة تاني
فردت عليه لا خلاص
وتنظر إليه
ماتسيبني أنا وأبني هنا
فالتفت لها أظن أحنا أتكلمنا في الموضوع ده قبل كده مش عاوزين كلام كتير ورغي في الموضوع ده لأنه منتهي
يلا قدامي
فاشارت اليه طب هات إسلام عنك عشان الشنطة تقيلة
فرد بحدة مالكيش دعوة
وءخذ يتلفت حطي يدك في جيبي اليمين وهاتي المفتاح
فنظرت اليه وفتحت ثغرها هاااا
فاستطرد بحده يلاااا انت هتبرقيلي
فوضعت يدها لتخرج مفاتيح
هي دي
فاجاب بالنفي
لا دي بتاعه العربيه خليها معاكي
شوفي الشمال
فلم تجد شيئا
فإستغرب لتتلفت فتجدها علي الفوتيه الذي كان جالسا عليه فتناولتها يظهر وقعت منك وانت قاعد
فأومأ برأسه
يلا اقفلي وحطيها في جيبي تاني ففعلت ذلك
وانطلقت خلفه لتلتوي ساقها وكادت تقع ليرمي بالحقيبة من يده ويلقفها بيده فاصبحت هي علي ذراع وابنها علي الأخري
لتشهق من سرعه ماحدث
وتخجل وتخفض عينيها التي ظل ينظر اليها
ثم أنزلها أنت كويسة
فردت بخجل
أه أسفة جدا رجلي اتجزعت
فنظر لقدميها
طيب عارفه تمشي
فحاولت المشي
وردت عليه بالإيجاب
فنظر لها أمال لو شايله الشنطة ولا إسلام يلا يلا
فاستشاطت منه يلا وتقدمته ونزلت وهي تزيحه من طريقها
ليرتفع حاجبه لا والله
خدتي حبوب الشجاعة الله يرحم
لولا ذراعي كان زمانك في الجبس دلوقت
فنظرت إليه
إحنا هنمشي ولا لاء
فنزل وتناول الشنطة التي وقعت من يده يلا ياهانم
ياتري ماذا سيحدث في هذه العائلة
