" نعم انتِ هي "هكذا ابتدأ سانتياغو حديثه بعد فترة الصمت الطويل التي سادت بينهما ...بعد كل الحقائق التي اخبرها بها و التي لا تعرف كيف عرفها .
ّ" يجب ان تكفي عن تلك التصرفات الطفولية... و كذلك الكذب فانتِ لا تجيدينه ... لا اعلم ما الذي يدفعك لفعل ذلك ...عن نفسي لن اصدق ما يقوله الجميع عن كونك عاهرة محبة للمال ... فانا اعرفك اكثر منهم و اعرف جيدا ان المال اخر اهتماماتك "
كان سانتياغو يتحدث اليها و هي غارقة في التفكير فيما يقوله فيبدو انه يعرف اكثر مما تظن ... و هذا اخر ما توقعته منه ... فقد ظنت انه سيخدع بكلامها ببساطة بما انه لم يفرق بينها و بين شبيهتها ...
فقد حرصت الليلة الماضية علي ان تبدو بتلك الحالة المزرية ... تحملت النظرات الوقحة التي رمقها بها الرجال ... تحملت اللمسات المثيرة للاشمئزاز من ذاك الفتي الوقح ... و الاكثر من ذلك تحملت تجرع ذاك الشراب المريع و تلك الحالة من الثمالة التي وصلت لها .
كل ذلك فقط لاجله ... فقط لكي تبعده عنها ... فالشيئ الذي لن تستطيع احتماله حقا هو ان تراه يعاني بسببها ... فهي لا ينقصها عذاب الشعور بالذنب ناحيته فوق كل الالم الذي تعانيه .
افاقت من افكارها علي صوته الهادئ و هو يتابع حديثه قائلا :
" ....كما اعرف جيدا انكِ تعمدتِ ان تتصرفي تلك التصرفات .... لذا لا تعتقدي ان التصرف كالعاهرات قد يجعلني اكرهك "
حاولت اغضابه ثانية في محاولة مستميتة منها لدفعه بعيدا عنها لذا ردت بابتسامة خبيثة قائلة :
" ما الذي جعلك متأكد هكذا ؟ "
نظر اليها عاقدا حاجبيه بعدم فهم و هو يسألها عما تقصده من حديثها ... فردت ببرود قائلة :
" اقصد ما الذي جعلك متأكد انني اتصرف كعاهرة ... قد اكون بالفعل عاهرة ... فانت لا تعلم ما فعلته خلال تلك الفترة التي هربت فيها "
حاولت ان تزرع الشك بداخله من ناحيتها لذا استمرت في اللعب علي نفس الوتر قائلة :
" قد اكون فعلت خلال تلك الفترة ما يدل علي كوني امرأة رخيصة تهتم فقط لاجل المال "
ظلت ترسم لنفسها تلك الصورة في مخيلته ... و قد بدا لها ان حديثها نجح في غرس بذرة الشك داخله..
و قد كان ذلك واضحا عليه فقد وجدته شاردا و كأنه يتخيل بالفعل انها كذلك ... و فجأة قفزت صورتها و هي تراقص ذاك الشاب لعقله و كيف كانا معا و تخيلها تتصرف هكذا مع رجال اخرين ...في تلك اللحظة بدا الامر اكبر من استيعابه و قدرته علي التحمل ... فهو بالكاد استطاع ان يتحكم في انفعالاته حتي الان و بعد كل ما حدث .... فقد شعر بالنيران تشتعل بداخله لحد مخيف و كاد رأسه ان ينفجر لشدة غضبه .
أنت تقرأ
تانجو
Actionشعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها و هو يقترب منها ليقبلها ... فعرفت انه لا مفر مما هو مقدم عليه و قد بدأت دقات قلبها تتسارع بطريقة تنذر بالخطر .... ظلت تترجاه الا يقترب و لكن صوتها لم يخرج لحيز اذنه فقد احتبس الصوت بداخلها ... و لكنها همست بقنوط في م...