كانت ماريا تضحك بشدة علي ما فعلته اميريتا بماريوس .... فذلك لم يكن شيئا متوقعا لفتاة مثلها .فأميريتا في نظرها تختلف كليا عن خوانيتا شبيهتها ... الاخري كانت تبدو فتاة متزنة و عاقلة لابعد الحدود و لا تتخذ قرارا الا بعد تفكير طويل ... كل ذلك الي جانب مثابرتها و قوتها في مواجهة اي ازمة تعصف بها .
بينما اميريتا كانت علي النقيض تماما منها ... فهي تبدو عفوية ... تماما كطفلة مشاغبة بمشاكستها و مزاحها ... تبدو ضعيفة بريئة هشة .. رقيقة القلب رغم اصطناعها القوة في مواجهة ذاك الرجل ... و هذا ما جعل ماريا تتعجب منها و بالاخص بعد ما اخبرتها به .
و قد تكون كلتاهما لم تنظرا لفقيدها بنفس الطريقة ... فالاولي كانت تحبه باقصي درجات الحب تعامله كما لو كان طفلها الصغير المدلل .. تفهمه بنظرة واحدة... عايشت كل لحظاته ... جنونه ، حزنه ، مزاحه ، ضيقه ... مرت بكل حالاته و اطواره .
بينما الاخري كانت تنظر له علي انه سند ... فارس شهم سعي لانقاذها من وحش المرض ... قد تكون اعجبت به و احبته ...و لكن ليس كخوانيتا ...ليس مثلها ابدا .
و لكن لطيبة اميريتا هاهي تضحي بنفسها لاجلها ... ان هذه هي قمة الوفاء من جانبها لسانتياغو .
ماريا هي الوحيدة التي استطاعت ملاحظة الفرق بينهما ... فخوانيتا بالنسبة لها لم تكن مجرد صديقة ... كانت اكثر من اخت ... بل انها كانت احيانا كثيرة تقف في صفها ضد سانتياغو حتي و لو كانت مخطئة.
اما اميريتا فرغم انها لم تعرفها سوي لوقت قصير الا انها تسللت لقلبها بسهولة و استطاعت ان تحتفظ لنفسها بمكان كبير فيه و خاصة بعد ما فعلته لاجلها .
كانت ماريا غارقة في التفكير فيما يخص كلتاهما ... بينما كانت اميريتا منشغلة في الاعداد لانتقامها من ماريوس .
و لكنها استمرت في تأملها ... فقد اعتادت كلما رأتها ان توازن بينهما ... و تلك المقارنة هي ما اوصلتها للفروق بينهما ... و هي فروق يصعب رصدها ...فلو كان علي الشكل فكلتاهما عبارة عن انعكاس لصورة واحدة في نظرها .
سمعت ماريا صوت الخطوات المتجهة ناحيتهم ... بينما كانت اميريتا منهمكة في الحديث عن انتقامها اللذيذ .
و بسرعة اختفت تحت طاولة كبيرة تتوسط المطبخ تاركة اميريتا تتحدث وحدها .
تلفتت اميريتا حولها فلم تجد ماريا ...و لكنها بدلا عن ذلك وجدت ذاك المتعجرف مستندا الي الباب و ينظر اليها و علي وجهه تعبير غامض لم تستطع تفسيره .
ابتلعت اميريتا ريقها بتوتر و عادت تنظر حولها ... و حينما تأكدت من اختفاء ماريا شعرت بارتياح كبير .
خطا ماريوس للداخل بخطوات بطيئة ... و قد ارتسمت علي وجهه ملامح الاستغراب .... اخيرا وقف في مواجهتها مكتفا ذراعيه و هو يناظرها بتفحص و كأنه يتبين ما ان كانت في حالتها الطبيعية ام لا .
أنت تقرأ
تانجو
Aksiشعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها و هو يقترب منها ليقبلها ... فعرفت انه لا مفر مما هو مقدم عليه و قد بدأت دقات قلبها تتسارع بطريقة تنذر بالخطر .... ظلت تترجاه الا يقترب و لكن صوتها لم يخرج لحيز اذنه فقد احتبس الصوت بداخلها ... و لكنها همست بقنوط في م...