استفاقت صباحا علي نفس السرير الذي تحتله في ذاك المشفي منذ اسبوعين ..قضت اسبوع منهم مغيبة عن الواقع .
لازالت خلال تلك الفترة تتذكر نظرة سانتياغو اليها حينما واجهها بأمر زواجها ...علي الرغم من ان الامر كان من نسج عقلها الباطن الا انه بدا حقيقيا للغاية .
نعم فلا زالت تشعر بلمسة ذراعيه حولها حينما عانقته .
حتي انها شعرت بالالم الذي اعقب فقدانه يعاودها ... و علي الرغم من ان نظرتها لسانتياغو تغيرت بعدما مات ... الا انها تمنت لو ظل في حياتها للابد حتي و ان كان ملكا لاخري تركته و هربت .
تمنته حتي لو كان اخا او صديقا تشتكي اليه قسوة ايامها و مرارة واقعها .
ان ذاك الكابوس الذي تراه فيه و هو يقتل لا ينفك يعاودها كل ليلة .
في البداية يأتي اليها ثم يراقصها و يقدم لها الخاتم لتخترق تلك الرصاصة الصمت الذي لفهما سويا .
عانت كثيرا بعدما فقدته و لكن بعدما رأته ثانية تألمت اكثر .. و لها كل العذر في ذلك فما رأته بدا اقرب للحقيقة منه للخيال .
قاطع شرودها طرقا علي باب غرفتها ليدخل بعدها طبيبا شابا يكبرها فقط بعدة سنوات .
القي عليها التحية ثم جلس في مواجهتها بعدما القي نظرة علي ذاك الدفتر المحتوي علي حالتها ....ثم بدأ حديثه قائلا :
" كيف حالك اليوم اميريتا ؟ "
" بخير "
قالتها باقتضاب و هي تشيح بوجهها بعيدا عنه ..... ليرد ذاك الطبيب بنفس الابتسامة التي علي وجهه قائلا :
" هذا واضح "
لم يكن هذا الجالس امامها سوي طبيبا نفسيا بدأ يتردد عليها بعدما افاقت ... فقد اتهمها الجميع بالجنون لمحاولتها الانتحار ... ماذا لو علموا انها حاولت مرتين من قبل .
ان الامر يشبه تلك الفترة التي اعقبت موت والدها .. فقد اصيبت بصدمة نفسية حادة ... و لكنها علي الاقل لم تحاول الانتحار فوالدتها كانت معها ...و شجعتها علي تخطي تلك الازمة ... و ما ساعدها اكثر هو شغفها للرقص .
لكم ارادت ان ترقص في تلك اللحظة و تترك ذاك الذي يتحدث اليها بلا اي استجابة منها ....
و رغم انها لا تتذكر الكثير من الفترة التي اعقبت موت والدها .... الا ان ذلك كان افضل حل .
و لم يكن ذلك بارادتها ... فقد اضطر الطبيب المعالج لها انذاك ان يعبث قليلا بذاكرتها حتي تستطيع التخلص من الذكري المؤلمة لوالدها و هو يموت امامها في تلك السيارة ... و لكن للاسف تسللت هذه الذكريات التي نستها طويلا الي مخيلتها مرة اخري في تلك الليلة علي الجسر حينما قتل سانتياغو .
أنت تقرأ
تانجو
Aksiشعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها و هو يقترب منها ليقبلها ... فعرفت انه لا مفر مما هو مقدم عليه و قد بدأت دقات قلبها تتسارع بطريقة تنذر بالخطر .... ظلت تترجاه الا يقترب و لكن صوتها لم يخرج لحيز اذنه فقد احتبس الصوت بداخلها ... و لكنها همست بقنوط في م...