25_ العلاج

5.2K 295 86
                                    

استفاقت صباحا علي نفس السرير الذي تحتله في ذاك المشفي منذ اسبوعين ..قضت اسبوع منهم مغيبة عن الواقع .

لازالت خلال تلك الفترة تتذكر نظرة سانتياغو اليها حينما واجهها بأمر زواجها ...علي الرغم من ان الامر كان من نسج عقلها الباطن الا انه بدا حقيقيا للغاية .

نعم فلا زالت تشعر بلمسة ذراعيه حولها حينما عانقته .

حتي انها شعرت بالالم الذي اعقب فقدانه يعاودها ... و علي الرغم من ان نظرتها لسانتياغو تغيرت بعدما مات ... الا انها تمنت لو ظل في حياتها للابد حتي و ان كان ملكا لاخري تركته و هربت .

تمنته حتي لو كان اخا او صديقا تشتكي اليه قسوة ايامها و مرارة واقعها .

ان ذاك الكابوس الذي تراه فيه و هو يقتل لا ينفك يعاودها كل ليلة .

في البداية يأتي اليها ثم يراقصها و يقدم لها الخاتم لتخترق تلك الرصاصة الصمت الذي لفهما سويا .

عانت كثيرا بعدما فقدته و لكن بعدما رأته ثانية تألمت اكثر .. و لها كل العذر في ذلك فما رأته بدا اقرب للحقيقة منه للخيال .

قاطع شرودها طرقا علي باب غرفتها ليدخل بعدها طبيبا شابا يكبرها فقط بعدة سنوات .

القي عليها التحية ثم جلس في مواجهتها بعدما القي نظرة علي ذاك الدفتر المحتوي علي حالتها ....ثم بدأ حديثه قائلا :

" كيف حالك اليوم اميريتا ؟ "

" بخير "

قالتها باقتضاب و هي تشيح بوجهها بعيدا عنه ..... ليرد ذاك الطبيب بنفس الابتسامة التي علي وجهه قائلا :

" هذا واضح "

لم يكن هذا الجالس امامها سوي طبيبا نفسيا بدأ يتردد عليها بعدما افاقت ... فقد اتهمها الجميع بالجنون لمحاولتها الانتحار ... ماذا لو علموا انها حاولت مرتين من قبل .

ان الامر يشبه تلك الفترة التي اعقبت موت والدها .. فقد اصيبت بصدمة نفسية حادة ... و لكنها علي الاقل لم تحاول الانتحار فوالدتها كانت معها ...و شجعتها علي تخطي تلك الازمة ... و ما ساعدها اكثر هو شغفها للرقص .

لكم ارادت ان ترقص في تلك اللحظة و تترك ذاك الذي يتحدث اليها بلا اي استجابة منها ....

و رغم انها لا تتذكر الكثير من الفترة التي اعقبت موت والدها .... الا ان ذلك كان افضل حل .

و لم يكن ذلك بارادتها ... فقد اضطر الطبيب المعالج لها انذاك ان يعبث قليلا بذاكرتها حتي تستطيع التخلص من الذكري المؤلمة لوالدها و هو يموت امامها في تلك السيارة ... و لكن للاسف تسللت هذه الذكريات التي نستها طويلا الي مخيلتها مرة اخري في تلك الليلة علي الجسر حينما قتل سانتياغو .

تانجو  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن