34_ رحلة داخل المنتزه

4.8K 289 110
                                    

كانت اميريتا تتسلق الشجرة بعناد طفولي و باهمال جعل قدماها تطأ علي فرع جاف مكسور ...

بينما ماريوس الذي كان يراقب تسلقها قد لاحظ ذاك الفرع فحاول تحذيرها و لكنها مع ذلك لم تلقي بالا لما يقوله و واصلت ما تفعله بدون حتي ان ترد علي كلامه .

و قد كان يعرف النهاية جيدا و يعرف ان ذاك الفرع لن يحتمل وزنها كثيرا ... و لكنه عاود تحذيرها قائلا :

" خوانيتا ... احذري ذاك الفرع غير .... "

و لكنه لم يكمل جملته فقد سقطت ... و كانت هذه هي لحظته التي انتظرها حيث التقطها بين ذراعاه بسهولة .

انتظرت مزيدا من الالم فوق ما تشعر به ... كان قلبها يدق بعنف خوفا فاغمضت عيناها عما ينتظرها لتتفادي بعض من الالم .

توقعت ارتطاما قويا بالارض لكنها بدلا من ذلك لم تشعر سوي بذراعاه حولها ففتحت عيناها لتراه ينظر اليها بنظرة مختلفة احست بها تخترق اعماقها ... و علي الفور تبدل خوفها لارتباك لذاك الاقتراب المفاجئ منه و قد حاربت حمرة الخجل الشحوب المتملك لوجهها ليكون لها الحضور الاقوي و تعلن له عن خجلها .

اما هو فقد استبدل نظراته باخري ساخرة و هو يقول لها ضاحكا :

" يوما عن الاخر تثبتين لي كم انت حمقاء ... لو استمعتِ لتحذيري من البداية ... كان سيختلف هذا الوضع ... و الان ايعجبك ذلك ؟ "

حاولت ان تتحرر من ذاك الوضع و لكنه احكم ذراعيه حولها بعناد مانعا اياها من الحركة لذا ارادت ان تخفي ارتباكها بنبرة صوتها التي جاهدت لكي تجعلها حازمة و بتقطيب جبينها و هي تقول :

" انزلني حالا ... لا احتاج مساعدتك ... لقد كنت افضل السقوط علي مساعدتك لي "

و لم يخفي عليه ارتباكها و تلعثمها مما جعل ابتسامته تتسع بخبث و هو يستفزها قائلا :

"هل هذا الشكر الذي تقدمينه لي بعدما ساعدتك ؟ يا لكِ من ناكرة للجميل .. اولا عليكِ التخلص من الوقاحة التي تحدثيني بها و حينها فقط قد افكر في انزالك .... فلتطلبي مني ذلك باسلوب افضل . "
لم يسمع منها شيئ ... فعاد يستحثها بنفس الابتسامة الساخرة قائلا :

" هيا ... اريد ان اسمع اكثر نبرة مهذبة لديكِ "

قال ذلك متهكما و بنبرة تحمل الكثير من الغرور ... و لكنها لم يكن عندها الفرصة لترد عليه فقد رأت الكثير من الرجال يقتربون منهم و هم يشهرون اسلحتهم ... للحظة علت وجهها ملامح الرعب و قد استطاع هو رصد تلك الملامح .

حاول ان يلتفت ليري ما الذي تسبب في خوفها و لكن لم يكن لديه الوقت الكافي لذلك حيث شعر بفوهة سلاح ناري تلتصق بموخرة رأسه .... و اعقب ذلك سماعه لخطوات اشخاص يتحركون خلفه .

في تلك اللحظة تأكد ان اصوات الحديث التي سمعها ليلا لم تكن تخيلا ... لابد ان هؤلاء الاشخاص يقتفون اثرهم منذ البارحة ... و مؤكد انهم لم يستطيعوا الوصول لهم الليلة الماضية لان تلك الصخرة الغريبة جعلت من الصعب رؤيتهم ... لابد انهم لم يهتدوا لمكانهم الا حينما تحركا في الغابة .

تانجو  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن