كانت اميريتا تتسلق الشجرة بعناد طفولي و باهمال جعل قدماها تطأ علي فرع جاف مكسور ...
بينما ماريوس الذي كان يراقب تسلقها قد لاحظ ذاك الفرع فحاول تحذيرها و لكنها مع ذلك لم تلقي بالا لما يقوله و واصلت ما تفعله بدون حتي ان ترد علي كلامه .
و قد كان يعرف النهاية جيدا و يعرف ان ذاك الفرع لن يحتمل وزنها كثيرا ... و لكنه عاود تحذيرها قائلا :
" خوانيتا ... احذري ذاك الفرع غير .... "
و لكنه لم يكمل جملته فقد سقطت ... و كانت هذه هي لحظته التي انتظرها حيث التقطها بين ذراعاه بسهولة .
انتظرت مزيدا من الالم فوق ما تشعر به ... كان قلبها يدق بعنف خوفا فاغمضت عيناها عما ينتظرها لتتفادي بعض من الالم .
توقعت ارتطاما قويا بالارض لكنها بدلا من ذلك لم تشعر سوي بذراعاه حولها ففتحت عيناها لتراه ينظر اليها بنظرة مختلفة احست بها تخترق اعماقها ... و علي الفور تبدل خوفها لارتباك لذاك الاقتراب المفاجئ منه و قد حاربت حمرة الخجل الشحوب المتملك لوجهها ليكون لها الحضور الاقوي و تعلن له عن خجلها .
اما هو فقد استبدل نظراته باخري ساخرة و هو يقول لها ضاحكا :
" يوما عن الاخر تثبتين لي كم انت حمقاء ... لو استمعتِ لتحذيري من البداية ... كان سيختلف هذا الوضع ... و الان ايعجبك ذلك ؟ "
حاولت ان تتحرر من ذاك الوضع و لكنه احكم ذراعيه حولها بعناد مانعا اياها من الحركة لذا ارادت ان تخفي ارتباكها بنبرة صوتها التي جاهدت لكي تجعلها حازمة و بتقطيب جبينها و هي تقول :
" انزلني حالا ... لا احتاج مساعدتك ... لقد كنت افضل السقوط علي مساعدتك لي "
و لم يخفي عليه ارتباكها و تلعثمها مما جعل ابتسامته تتسع بخبث و هو يستفزها قائلا :
"هل هذا الشكر الذي تقدمينه لي بعدما ساعدتك ؟ يا لكِ من ناكرة للجميل .. اولا عليكِ التخلص من الوقاحة التي تحدثيني بها و حينها فقط قد افكر في انزالك .... فلتطلبي مني ذلك باسلوب افضل . "
لم يسمع منها شيئ ... فعاد يستحثها بنفس الابتسامة الساخرة قائلا :" هيا ... اريد ان اسمع اكثر نبرة مهذبة لديكِ "
قال ذلك متهكما و بنبرة تحمل الكثير من الغرور ... و لكنها لم يكن عندها الفرصة لترد عليه فقد رأت الكثير من الرجال يقتربون منهم و هم يشهرون اسلحتهم ... للحظة علت وجهها ملامح الرعب و قد استطاع هو رصد تلك الملامح .
حاول ان يلتفت ليري ما الذي تسبب في خوفها و لكن لم يكن لديه الوقت الكافي لذلك حيث شعر بفوهة سلاح ناري تلتصق بموخرة رأسه .... و اعقب ذلك سماعه لخطوات اشخاص يتحركون خلفه .
في تلك اللحظة تأكد ان اصوات الحديث التي سمعها ليلا لم تكن تخيلا ... لابد ان هؤلاء الاشخاص يقتفون اثرهم منذ البارحة ... و مؤكد انهم لم يستطيعوا الوصول لهم الليلة الماضية لان تلك الصخرة الغريبة جعلت من الصعب رؤيتهم ... لابد انهم لم يهتدوا لمكانهم الا حينما تحركا في الغابة .
أنت تقرأ
تانجو
Açãoشعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها و هو يقترب منها ليقبلها ... فعرفت انه لا مفر مما هو مقدم عليه و قد بدأت دقات قلبها تتسارع بطريقة تنذر بالخطر .... ظلت تترجاه الا يقترب و لكن صوتها لم يخرج لحيز اذنه فقد احتبس الصوت بداخلها ... و لكنها همست بقنوط في م...