لم تعد لها القدرة علي المزيد من ذلك الجنون لذا وجدت نفسها تجلس علي اقرب كرسي لها ...ظل الصمت مسيطرا لبعض من الوقت الي ان كسرته هي قائلة :
" انا لم اكن اعلم شيئ عن ما حدث له ... انا ... "
و لكنه قاطعها حينما استدار اليها ليواجهها ثانية ... بينما تبدو في عيناه نظرة حزينة لم يستطع اخفائها ... و هو ما لم تره عليه يوما ... فقد اعتادت علي نظراته الباردة الساخرة من كل ما تقوله و ما تفعله ....
ثم تقدم منها و جثي علي ركبتيه و هو يتأمل عيناها المشبعة بالدموع و ذاك الانكسار بداخلهما ... مد يده ممسكا بكفيها بين راحتي يده و عيناه تملأهما نظرة توسل لم تعهدها عنه من قبل ...
و هو يقول بعذاب واضح :
" آسفة !!! ... لا تعلمين ... او لا تقصدين ...او كنتِ مجبرة ... اعرف ان هذه ستكون احدي اعذارك التي كنتِ ستتفوهين بها .... و لكن في كل الحالات لن نستطيع اعادة عقارب الساعة للوراء ... فالضرر حدث و انتهي الامر "
ثم افلت يديها و ترك رأسه المثقل بالهموم يرتاح في حجرها ... و هو يتابع بصوت خفيض كأنه يأتي من وادِ سحيق قائلا :
" ليتكِ لست هي ... حينها لم تكن كل هذه الحواجز لتصبح بيننا ... لم يكن ليصبح ذاك الالم رفيقا لي ... لقد تعبت من كثرة العناد و المقاومة و ها قد اتت لحظة الضعف ... فهل انتِ بارعة لتلك الدرجة فيما تفعلينه حتي استطعتي الوصول بي حتي هذه النقطة ؟....
لم اظن يوما انني قد اقول هذا الكلام ... و لمن ؟!!!! للفتاة التي كانت سببا في تحطم اكثر رجل احبه و احترمه ... فقط اعترفي بما تدبرين له فها انا اعترف بكل ضعفي بين يديكِ"
تعجبت اميريتا كثيرا من فعلته تلك ... و الاكثر من ذلك تعجبت من كلامه و ضعفه الذي لم يحاول اخفاءه عنها .
بلي ... فقد تعب كلاهما من حرب الاعصاب الباردة التي خاضها كلاهما طوال الاشهر الماضية ... فكما لمست هي ضعفه ...لابد انه احس بانكسار قلبها في تلك اللحظة ...
و لكنها ما لبثت ان ابتسمت بانتصار و هي تنظر لرأسه المستريح فوق ركبتيها بألم ... فقد بدا في تلك اللحظة كطفل صغير يبحث عن حضن امه ليرتمي به و يخبرها عن كل ألامه ...
بل يبدو كطفل كبير غادرته عصبيته و غضبه ... ليصبح كورقة بيضاء بلا اي خدوش ... فقط طفل يعاني من حالة من الضعف الانساني و الانكسار الذي سيطر علي تلك الكتلة من العناد و البرود و العجرفة ....
لم تستطع منع يدها التي حطت فوق رأسه تربت عليه بحنان تفتقده هي نفسها ... و لكن قلبها العليل ابي الا ان يخفف عنه بعضا من حزنه ... لذا وجدت اصابعها تتخلل خصلات شعره برفق لتدلك فروة رأسه و هي تقول بحنان فطري يشبه حنان ام علي وليدها :
أنت تقرأ
تانجو
Actionشعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها و هو يقترب منها ليقبلها ... فعرفت انه لا مفر مما هو مقدم عليه و قد بدأت دقات قلبها تتسارع بطريقة تنذر بالخطر .... ظلت تترجاه الا يقترب و لكن صوتها لم يخرج لحيز اذنه فقد احتبس الصوت بداخلها ... و لكنها همست بقنوط في م...