وقف امامها ... فبدا كالمارد ... الغضب احال عيناه لجمرتان مشتعلتان من شدة التماعهما ... بينما سيماء وجهه كانت منقبضة لتظهر تصلب ذقنه و ذاك التجويف المحفور فيها بمهارة .
اما هي فجلست علي كرسيها باريحية تامة واضعة ساق فوق اخري و علي وجهها ابتسامة رضا ... فاخيرا سمعت منه الكلمات التي لطالما ارادت ان تسمعها .
زمجر بغضب لاول مرة تراه عليه و هو ينقض علي ذراعها جاذبا اياها حتي اوقفها في مواجته ... قائلا :
" حسنا ايتها اللعينة ... لقد استسلمت ...في الحقيقة لقد سأمت هذا الوضع ... و من الذي يستطيع تحمل طفلة مثلك لا تجيد في حياتها سوي المقالب و الافعال الصبيانية ."
قال ذلك متذمرا ... مبررا لاستسلامه في مواجهتها .... ثم القي بنفسه علي اقرب كرسي و هو يدلك رأسه الذي كاد ينفجر من الصداع ... فقد ارهقته بمشاكستها و عنادها ...
ضحكت اثر هذا الكلام ضحكة خافتة ثم جلست علي مقعد مجاور له ... قائلة بنبرة مغيظة :
"و هل اعتدت الاستسلام بهذه السرعة ؟! ... عزيزي ماريوس.. "
قالت جملتها الاخيرة بتمهل و ببطئ ليتدارك هو حماقة ما تفوه به منذ قليل ... فها هو اخيرا اعترف بانها تغلبت عليه .... لذا لم يرد علي سؤالها المتهكم .
و بعد صمت امتد من جانبه عادت تقول بنفس النبرة :
" عزيزي ماريوس ... نصيحة لك ... لا يجب ان تتحدي شخصا فقد كل شيئ ... فهو لا يملك ما يخسره ... "
" و خاصة لو كانت امرأة مثلي تساوي لديها الموت و الحياة "
قالت جملتها الاخيرة بينها و بين نفسها شاردة بحزن ... و لكنه ما لبث ان اخرجها من شرودها بنبرته المتهكمة قائلا :
" حقا !! .... لم اكن اعلم انكِ حكيمة لتلك الدرجة "
قالها ساخرا ... فها هو اخيرا يتحدث بشيئ بعد صمته الطويل ... و قد بدا انه يصيغ كلامه ليخرج باتفاق يمكنه من رد اعتباره في مواجهتها .... لذا فتابع قائلا :
" لنعقد اتفاقا يمكننا من التعايش معا طوال فترة مكوثك هنا "
اقتربت منه مستندة علي ذراع مقعدة و هي تنظر اليه قائلة :
" لم لا توفر علي نفسك العناء و تطلق سراحي ؟ "
" انك تحلمين ... ذلك لن يحدث ابدا "
" حسنا ... كما تريد ... و لكن تحمل ما سيحدث لك حتي النهاية... فمن جهتي .. اصبح هذا الوضع يعجبني كثيرا ... لذا لا اريد عقد ايه اتفاقات "
قالتها و هي تهم بالوقوف لتنصرف ... و لكنه امسك ذراعها سريعا ليجلسها مرة اخري .... قائلا :
" فقط انتظري قليلا ..اسمعي كلامي حتي النهاية .. فصدقا لست وحدك القادرة علي مضايقتي ... انا استطيع ان افعل ذلك ايضا ..و لكنني سأمت من لعبة القط و الفأر التي نلعبها معا ... فقط اهدأي و اسمعيني ... حسنا ؟ "
أنت تقرأ
تانجو
Actionشعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها و هو يقترب منها ليقبلها ... فعرفت انه لا مفر مما هو مقدم عليه و قد بدأت دقات قلبها تتسارع بطريقة تنذر بالخطر .... ظلت تترجاه الا يقترب و لكن صوتها لم يخرج لحيز اذنه فقد احتبس الصوت بداخلها ... و لكنها همست بقنوط في م...