انطلق بدراجته النارية لا يعلم وجهته للمرة الثانية ... و كانت شمس الصباح قد بدأت بالظهور ... و المطر توقف عن الهطول مما ارسل اليه بعضا من الدفئ الذي افتقده طوال ليلته الماضية .
خلال الساعات الماضية منذ ان ترك المشفي بحث في كل الاماكن التي قد يتواجد بها هيرنانديز لكن بلا جدوي .
كان يراوده شعور قوي و كأنه في دوامة كبيرة بلا نهاية تكاد تغرقه بلا ادني رحمة .كان اليخاندرو قد اتصل به مستعلما عن مكانه .. و لكنه ظل يضغط عليه حتي اخبره بأخر التطورات ... فبعدما اكتشفوا خدعة السيارة ... عرفت الشرطة عن المروحية التي استخدمها هيرنانديز لتجنب الدوريات علي الطريق ... و قد تأكدت الشرطة من تواجده في بيونيس آيريس .
ظل هاتفه يرن بتواصل قبل ان يتوقف جانبا ليعرف المتصل ... و ما ان رأي اسم ماريا حتي شعر بقلق عظيم ... لذا فتح الخط سريعا ... و لكن قبل ان يتكلم سمع صرختها و هي تتحدث سريعا :
" سانتياغو .. انهم يحتجزوني و كذلك اميريتا ... اهرب سانتياغو لا تسمع لكلامه ... سانت... "
اصبح صوتها بعيدا و لكنه كان لا يزال يسمع صوت صراخها ... شعر بنيران تلتهم جسده و قد تسارع نبضه بجنون لحدة الغضب الذي يشعر به ... فصرخ به بعدما سمع صوت ضحكاته الهستيرية قائلا :
" ايها اللعين ... اقسم ان اقتلك بيدي المجردتين ان لم تطلق سراح كلتاهما فورا "
و لكن ضحكات هيرنانديز لم تتوقف مما جعل حنقه يزداد اكثر ... فانطلقت منه سلسة طويلة من السباب و اللعنات .
الا ان هيرنانديز توقف بعد برهة ليقول ببرود :
" الفرصة امامك سانتياغو ... اما ان تهرب كما اخبرتك الصغيرة .. او ان تأتي .. و لكنني شخصيا ارجح الاختيار الاول فانا لن ارحمك ان وقعت بيدي ... و لكن ان اردت ان تراهما للمرة الاخيرة ... فقط تعالي للعنوان الذي سأرسله لك.. "
صمت قليلا قبل ان يتابع :
"و بالطبع انت لا تحتاج ان اخبرك حتي تأتي وحدك بلا صديقك الاخر "
اغلق الهاتف قبل ان يعطي الفرصة لسانتياغو بمزيد من الحديث ...و تركه يتخبط في غضبه و لم تمضي سوي ثواني حتي اهتز هاتفه معلنا عن رسالة جديدة فتحها بلهفة و قرأ ما بها لينطلق باقصي سرعة لديه .
بعد لحظات قليلة وجد نفسه في ذات العنوان في الرسالة ... كان يقف امام بناية كبيرة لاحدي الشركات ... و لكنه لم يتوقف طويلا عند هذا الامر حيث سار للداخل بخطوات مسرعة .
و لكن ما لبث ان استوقفه رجلين مسلحين و قاما بتفتيشه ثم اقتاده احدهما للمصعد .
![](https://img.wattpad.com/cover/68333315-288-k982811.jpg)
أنت تقرأ
تانجو
Acciónشعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها و هو يقترب منها ليقبلها ... فعرفت انه لا مفر مما هو مقدم عليه و قد بدأت دقات قلبها تتسارع بطريقة تنذر بالخطر .... ظلت تترجاه الا يقترب و لكن صوتها لم يخرج لحيز اذنه فقد احتبس الصوت بداخلها ... و لكنها همست بقنوط في م...