" حسنا ... بما انك نائم الان ... هل يمكنك ان تخبرني بذاك الحادث الذي تعرضت له "صمت و تغيرت ملامح وجهه و قد تدافعت تلك الذكريات لرأسه بقسوة بالغة ... و احس ان تنفسه يتسارع بطريقة مخيفة ... و قد شعرت هي بذلك ... فاسرعت لتنير الغرفة و هي تقترب منه بقلق قائلة :
" ماريوس ما بك ؟ .. هل انت بخير ؟ "
لم يرد عليها و هو يجاهد ليأخذ نفسه بانتظام ....
و لكنها عادت تسأله بفضول لا يناسب طبيعة الموقف :
" هل كان حادثا مؤلما لتلك الدرجة ؟ "
لم يرد ايضا ... و احس بتدافع الصور امامه تحمل بشاعة تلك الذكري .... تلك الدماء التي تغطي يداه ... لا يتذكر حتي ان كانت له ام لشخص اخر ... صوت حاد يدوي في اذنه ... و فوهة مسدس لازال يتصاعد منها الدخان ... و بعد ذلك الم يكاد يفصل الروح عن الجسد لشدته ... تشوشت الذكريات في عقله كثيرا ... و لكن لانه اراد طمسها ... لم يرد ان يتذكر قسوة واقعه انذاك .
تطالبه ببساطة بالتذكر ... و لكنه لا يريد ذلك ... لقد تعب كثيرا ليتخلص من ذكري ذاك اليوم ... و رغم انه كان فتي صغير ... الا ان تلك الذكريات ابت ان تتركه لحاله بدون ان تضع علاماتها علي جسده ...
و بدون ارادة منه وجد نفسه يتحسس اثر لجرح قديم ... فشعر بألم رهيب في ذات المكان كما لو كان الجرح لازال حيا ... حتي انه نظر لكف يده و كاد ان يري الدم يخضبها .
بعد وقت ليس بالقصير استطاع فيه تنظيم انفاسه و هو يرد عليها بخفوت قائلا :
" لا مزيد من الذكريات اميريتا ... ارجوكِ لا مزيد .... لا اريد التذكر اكثر ... فيبدو ان اشباح الماضي لن تتركني بسهولة ... ارأيتِ ها قد اضفنا امرا جديدا للائحة الامور المشتركة بيننا "
توقف قليلا و هو يضحك بسخرية ثم عاود حديثه بنبرة باردة قائلا :
" نعم ... فيمكنك ان تضعي الالم و الماضي الحزين علي رأس تلك القائمة "
احست اميريتا بألم عميق داخلها ... ليست وحدها من تأذت ... هو ايضا تأذي و بشدة و لكنه اخفي ذلك خلف قناع البرود الذي ارتداه طويلا ... و كأن اعترافه بتلك المشاعر التي راودته مؤخرا قد فتح بابا قديما للوجع .
ابتعدت اميريتا بصمت لتنام علي الفراش فهي لم تجد اي كلام لتقوله حتي تواسيه .. فيكفيها ما تشعر به ... ان مأساتها الحقيقية بدأت تلك الليلة علي الجسر .... لو كانت اقدمت علي الانتحار كان ماريوس ليحصل علي بعض من السلام الذي افتقدقه بسبب رغبته في الانتقام منها ... لم يكن كلاهما ليقع في تلك الدوامة من التعقيدات .
أنت تقرأ
تانجو
Açãoشعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها و هو يقترب منها ليقبلها ... فعرفت انه لا مفر مما هو مقدم عليه و قد بدأت دقات قلبها تتسارع بطريقة تنذر بالخطر .... ظلت تترجاه الا يقترب و لكن صوتها لم يخرج لحيز اذنه فقد احتبس الصوت بداخلها ... و لكنها همست بقنوط في م...