53_ بداية النهاية

5K 273 90
                                    

جاهد طويلا ليفتح عيناه .... حارب ذاك الظلام الذي يحاول سحبه لمجاهله ...

وضع كفه اعلي جبينه و هو يدلكه في محاولة للشعور برأسه .. و لكن بلا جدوي .. كان الدوار الذي يكتنفه شديدا ...

احس بسائل لزج يملأ راحته فانزلها لينظر بها في الضوء الشاحب الذي يتسلل له من المصابيح الجانبية للطريق .

فشعر بدوار مضاعف لدي رؤيته لذاك الدم ... و فجأة عاد اليه الادراك و قد تذكر كل ما حدث ....

طلقات الرصاص التي امطرتهم ... السيارة التي كانت تطاردهم ... و تلك الاخري التي حاصرتهم ...انحراف السيارة و اصتدامها بالحاجز الحديدي للطريق .

كل ذلك اندفع لعقله دفعة واحدة و الاكثر الما هو ذكري تلك التي شغلت قلبه ... قبل ان تشغل المقعد بجانبه .

قفزت عيناه للمقعد المجاور بهلع شديد ...

و لكن ما جعل الدماء تتجمد في عروقه ... و قد انخفضت دقات قلبه للحد الذي ينذر بالخطر ....

هو دمائها الغزيرة التي رأها تملأ مكانها الشاغر ... و الزجاج الامامي المهشم تماما و الذي يتوسطه لطخة كبيرة من الدم ... لابد و انها موضع اصطدام رأسها به .

كاد قلبه ان يتوقف ... بينما عقله استمر في رسم اسوء السيناريوهات عما قد يحدث لها .

فتح الباب المجاور له بصعوبة و نزل مترنحا بسبب الدوار الذي تملك رأسه بفعل الصدمة القوية التي تلقاها .

دار حول السيارة و لديه امل كبير في ان تكون قد استعادت وعيها قبله و خرجت لتحصل علي المساعدة ...

و لكنه بحث عنها بلا اي جدوي فلا اثر لها و كأن الارض انشقت و ابتلعتها ....

شعر بألم مضاعف كاد ان يقتله و هو يدرك بشاعة ما اصابها ... لقد اخذها اللعين .

شعر بقدماه غير قادرتين علي حمله فاستند علي جانب السيارة التي لا زال الدخان يتصاعد منها .

اصبحت رؤيته غائمة اكثر تحت تأثير كمية الدماء الكبيرة التي فقدها من جرح رأسه الغائر .

اخيرا تمالك نفسه قليلا و استجمع قواه و هو يتحسس جيوبه ليخرج هاتفه .... و لكنه بدلا من ذلك وجد ورقة مطوية بعناية في احدها ...

فتحها بلهفة ليجد بها جملة واحدة اثارت خوفه عليها اكثر :

"زوجتك العزيزة مقابل ما تملكه ضدي انت و صديقك ... H "

اعادها لجيبه بحنق فاق الحد ... و هو يشعر بالقلق ينهش روحه قبل جسده ...

اخرج هاتفه و لكن امعانا في البؤس لم يجد به اي طاقة ... و لغضبه الشديد القاه باقصي قوة لديه في الارض ليتحطم لاشلاء صغيرة .

في تلك اللحظة بدأت السماء في افراغ شحنتها من الامطار .... فقد كان موسم المطر ... مما زاد من سوء موقفه .

تانجو  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن