جاهد طويلا ليفتح عيناه .... حارب ذاك الظلام الذي يحاول سحبه لمجاهله ...
وضع كفه اعلي جبينه و هو يدلكه في محاولة للشعور برأسه .. و لكن بلا جدوي .. كان الدوار الذي يكتنفه شديدا ...
احس بسائل لزج يملأ راحته فانزلها لينظر بها في الضوء الشاحب الذي يتسلل له من المصابيح الجانبية للطريق .
فشعر بدوار مضاعف لدي رؤيته لذاك الدم ... و فجأة عاد اليه الادراك و قد تذكر كل ما حدث ....
طلقات الرصاص التي امطرتهم ... السيارة التي كانت تطاردهم ... و تلك الاخري التي حاصرتهم ...انحراف السيارة و اصتدامها بالحاجز الحديدي للطريق .
كل ذلك اندفع لعقله دفعة واحدة و الاكثر الما هو ذكري تلك التي شغلت قلبه ... قبل ان تشغل المقعد بجانبه .
قفزت عيناه للمقعد المجاور بهلع شديد ...
و لكن ما جعل الدماء تتجمد في عروقه ... و قد انخفضت دقات قلبه للحد الذي ينذر بالخطر ....
هو دمائها الغزيرة التي رأها تملأ مكانها الشاغر ... و الزجاج الامامي المهشم تماما و الذي يتوسطه لطخة كبيرة من الدم ... لابد و انها موضع اصطدام رأسها به .
كاد قلبه ان يتوقف ... بينما عقله استمر في رسم اسوء السيناريوهات عما قد يحدث لها .
فتح الباب المجاور له بصعوبة و نزل مترنحا بسبب الدوار الذي تملك رأسه بفعل الصدمة القوية التي تلقاها .
دار حول السيارة و لديه امل كبير في ان تكون قد استعادت وعيها قبله و خرجت لتحصل علي المساعدة ...
و لكنه بحث عنها بلا اي جدوي فلا اثر لها و كأن الارض انشقت و ابتلعتها ....
شعر بألم مضاعف كاد ان يقتله و هو يدرك بشاعة ما اصابها ... لقد اخذها اللعين .
شعر بقدماه غير قادرتين علي حمله فاستند علي جانب السيارة التي لا زال الدخان يتصاعد منها .
اصبحت رؤيته غائمة اكثر تحت تأثير كمية الدماء الكبيرة التي فقدها من جرح رأسه الغائر .
اخيرا تمالك نفسه قليلا و استجمع قواه و هو يتحسس جيوبه ليخرج هاتفه .... و لكنه بدلا من ذلك وجد ورقة مطوية بعناية في احدها ...
فتحها بلهفة ليجد بها جملة واحدة اثارت خوفه عليها اكثر :
"زوجتك العزيزة مقابل ما تملكه ضدي انت و صديقك ... H "
اعادها لجيبه بحنق فاق الحد ... و هو يشعر بالقلق ينهش روحه قبل جسده ...
اخرج هاتفه و لكن امعانا في البؤس لم يجد به اي طاقة ... و لغضبه الشديد القاه باقصي قوة لديه في الارض ليتحطم لاشلاء صغيرة .
في تلك اللحظة بدأت السماء في افراغ شحنتها من الامطار .... فقد كان موسم المطر ... مما زاد من سوء موقفه .
أنت تقرأ
تانجو
Akcjaشعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها و هو يقترب منها ليقبلها ... فعرفت انه لا مفر مما هو مقدم عليه و قد بدأت دقات قلبها تتسارع بطريقة تنذر بالخطر .... ظلت تترجاه الا يقترب و لكن صوتها لم يخرج لحيز اذنه فقد احتبس الصوت بداخلها ... و لكنها همست بقنوط في م...