"اميريتا ... انتظري "قالها و هو يمدد ذراعيه بكسل ... و يضيق عيناه حتي يستطيع النظر اليها و التفرس في ملامحها عله يستشف سبب قدومها اليه ...
و لكنه لم يفلح في ذلك حيث ان اشعة الشمس كانت تكتنفها ... فبدت اكثر فتنة ...
و هالة الضوء المشعة من حولها جعلتها تبدو كقرص الشمس ... حارق و لا تستطيع النظر اليه مباشرة ... و لكنك لا تستغني عن الدفئ الذي تستمده منه ... كذلك هي بلسانها السليط و مشاكستها و قدرتها العجيبة علي استفزازه ... و لكنه لا يتصور حياته بدونها و بدون عفويتها و تصرفاتها الطفولية و رقتها و جنونها .
اخيرا وقف و هو يفرك عيناه حتي يتثني له ان يراها بوضوح ... ثم تحرك في خطوات مترنحة قليلا تحت تأثير النوم الذي لازال عالقا باجفانه ... ليتوقف امامها قائلا بقلق :
" ماذا هناك اميريتا ؟ هل تحتاجين شيئ ما ؟ ... هل تشعرين بأي الم ؟ ... هل .. "
اوقفت سيل أسئلته بابتسامة مرتبكة عقب صخب المشاعر القلقة التي احاطها بها .
لذا توقف عن الاسترسال لبرهة و هو يتفرس في ابتسامتها حتي ابتسم هو الاخر متأثرا بها ... بينما هي كانت تبحث عن سبب مقنع تبرر به تواجدها ... و لكنه لحسن الحظ لم يسألها بل قال بحنان :
" ابتسامتك الرقيقة هي التي تعلمني متي تكوني بخير و متي لا تكوني كذلك "
زادت كلماته ارتباكها و خجلها علي غير العادة فلم يجد لسانها السليط ما يرد به ... و ما زاد من سوء الامر نظراته المتفحصة لذا آثرت الهروب من امامه ... فلم تجد سوي الشرفة الخارجية للحجرة ... لذا سارعت اليها .
خرجت و حينما رأت المنظار المعلق هناك علي السياج اقتربت منه سريعا و بفضول كبير تغلفه فرحة طفوليه حاولت النظر من خلاله ... فقد كان منظر الشلال من هذا البعد آسرا ...
و قبل ان تصل للمنظار فاجأها ماريوس الذي وقف امامها مانعا اياها من الوصول اليه و هو يقول بارتباك :
" اميريتا لا تفعلي ذلك ... ابتعدي من هنا ... لا تنظري ،.... توقفي "
و لكنها قاطعته بحزم ...و هي تدفع جسده في محاولة لازاحته من طريقها للوصول للمنظار .... قائلة :
" ماريوس ابتعد ... اريد ان انظر فقط من خلاله ... لما كل هذه الجلبة ؟!!! "
" لا لا ... لا تستطيعين ذلك "
نظرت له بريبة ... و تسائلت عن السبب الذي جعله يمنعها من النظر .. و ما سر ارتباكه لهذه الدرجة ... فسألته بنبرة متشككة :
" ماريوس ... ماذا هناك ؟... ما الذي تخفيه ؟ "
هز كتفيه ببراءة ... ثم عقد ساعديه علي صدره و هو يقول :
أنت تقرأ
تانجو
Acciónشعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها و هو يقترب منها ليقبلها ... فعرفت انه لا مفر مما هو مقدم عليه و قد بدأت دقات قلبها تتسارع بطريقة تنذر بالخطر .... ظلت تترجاه الا يقترب و لكن صوتها لم يخرج لحيز اذنه فقد احتبس الصوت بداخلها ... و لكنها همست بقنوط في م...