تعثرت اصابعها بشيئ ما اثناء مرورها علي المفاتيح ففتحت عيناها و نظرت لذاك العائق امامها لتجد انه هو .
نعم ماريوس ... يجلس الي جانبها و يشاركها عزفها .... هل شردت بافكارها لتلك الدرجة التي جعلتها لا تشعر به الي جانبها .
تركت البيانو و نهضت سريعا ... حانقة من رغبته المستمرة في مضايقتها ...
و لكنه استمر في عزفه بمهارة لتلك المقطوعة مما دعاها للتعجب من امره .
انتهي من عزفه ثم وجدته يترك مكانه ليحتل المكان الفارغ بجانبها علي الاريكة قائلا :
" يبدو انكِ فتاة متعددة المواهب ... كنت اجهل ذلك "
قالها بطريقة متهكمة ... و لكنها ردت عليه بغيظ شديد :
" يبدو انك ايضا تمتلك نفس المواهب ... فرجل مثلك لا يمكن تصوره يعزف علي بيانو "
" حقا ؟ .... اذن ما الصورة التي تتخيليني عليها "
قالها بنبرة لعوبة مما زاد من حنقها .. فها هو يستفزها للمرة الثانية و قد اضاع ذاك الهدوء الذي تمتعت به منذ قليل ... لذا ردت بغضب قائلة :
" اتعلم ما الصورة التي اتخيلك عليها ؟ ... اتخيلك ذاك السياف الذي يقطع رؤس ضحاياه بينما تعلو وجهه نظرة باردة و ابتسامة ساخرة ... ان ذلك هو بالضبط ما اتخيلك عليه ... بارد و قاسي و عديم القلب "
كتنت تتفوه بذاك الكلام و كأنه متمثل امامها في تلك اللحظة بنفس الصورة التي وصفته بها ... مما دعاه للضحك و كأنه اقتحم افكارها و استطاع رؤية ما تتخيله ... اخيرا توقف عن الضحك قائلا :
" حقا ؟ ... ان خيالك واسع للغاية ... و لكن انا لم اسخر منك حينما قلت انكِ فتاة متعددة المواهب .... فهذا امر غير قابل للشك .... و لكني لم اعتقد يوما انكِ تجيدين العزف بتلك الطريقة... و لكن السؤال هنا ... لما جيزيل بالتحديد ؟ "
نظرت له و هي لا تعلم ان كان كلامه اطراءا عليها ام مجرد اهانة مخفية تحت ستار من الكلمات ...
كانت ترمقه باستغراب لكونه قادر علي العزف ... و لكن هذا الاستغراب ما لبث ان تلاشي حينما تذكرت ما كتبه في المذكرات عن اصرار والدته عليه حينما كان ولدا صغيرا لكي يتعلم العزف علي البيانو .
و لكن كانت دهشتها اكبر حينما وجدته يتكلم معها بتلك الطريقة الودية كما لو انهما اصدقاء و ليس عدوين لدودين يتشاجران كلما اتيحت لهم الفرصة لذلك ..
' ما الذي تنوي عليه يا ماريوس ... قلبي ليس مطمئن من ناحيتك '
هذا هو السؤال الذي كانت تطرحه علي نفسها حينما اعاد سؤاله قائلا :
" لما جيزيل ؟ "
حسنا ... ان كان يخطط لامر ما فهي مضطرة ان تجاريه لتعرف نهاية الامر معه ...و ان كان يريد ان يتحدث معها ..مجرد حديث ودي فلم لا .. ستكون مجرد ثرثرة ليلية تمضي بها سهرتها .
أنت تقرأ
تانجو
Açãoشعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها و هو يقترب منها ليقبلها ... فعرفت انه لا مفر مما هو مقدم عليه و قد بدأت دقات قلبها تتسارع بطريقة تنذر بالخطر .... ظلت تترجاه الا يقترب و لكن صوتها لم يخرج لحيز اذنه فقد احتبس الصوت بداخلها ... و لكنها همست بقنوط في م...