ظلت اميريتا في هذا الجحيم طوال شهرين من بعد زواجها بماريوس ... حاولت كثيرا ان تجد طريقة .. حاولت الهرب ... فعلت الكثير من الاشياء لتترك كل هذا الجنون خلفها .
حتي انها حاولت الانتحار و لكن بلا جدوي ... فيبدو انها عالقة في هذا المكان .
جلست في تلك الغرفة المنعزلة وحيدة تفكر في حالها ... و في كل ما مر بها منذ ان انقلبت حياتها و اصبحت تعيش حياة فتاه اخري .
هي تعترف انها تعاملت مع كل شيئ بسلبية ... و ظلت تلوم نفسها علي الخطأ الوحيد الذي ارتكبته ... و هو انها سمحت للحياة ان تهزمها و لكنها قررت اخيرا ان تخرج كطرف منتصر من تلك المعادلة .
هذا البارد الحقير المتعجرف كما تحب ان تطلق عليه لابد ان يندم علي اليوم الذي احضرها فيه لقصره ...
و هذا ما حدث فقد جربت معه كل انواع الجنون و لكن بلا جدوي كان رد فعله الوحيد هو البرود ... و تلك الابتسامة المستفزة التي يرسمها علي شفتيه .
فمنذ ان احضرها لقصره و هي لا تكف عن الصراخ ليل نهار و كأنها طفل صغير متمرد ... لجأت الي افتعال كل التصرفات الجنونية التي قد تبعده عنها ..
و بدأت حربها عليه بتكبيده الكثير من الخسائر المالية ... حيث عمدت مباشرة الي مقتنياته الثمينة .
فهي تقريبا قامت بتكسير نصف محتويات القصر علي رأسه منذ ان قدمت اليه ... لم تكن تختار سوي تلك الاشياء التي تبدو ثمينة للغاية ... بل قد تبدو اثرية .
ايا كان ما تقع يداها عليه من اطباق او مزهريات او لوحات ... اي شيئ ثمين و لكن بلا فائدة .... لا شيئ يجدي معه البته .
حتي غرفته لم تسلم منها . فقد تسللت اليها في احدي الايام و افسدتها كلها ... و في النهاية قامت بتمزيق ملابسه ... اما عن صنابير المياه تركتها مفتوحة في كل غرف القصر .
فعلت به جميع المقالب و الافعال الصبيانية التي قد يتخيلها احدهم ... و لكن المحصلة النهائية ... صفر .
كل هذه التصرفات الجنونية لم ينتج عنها سوي شيئ واحد .. انه صرف الخدم بعد اسبوع واحد فقط علي قدومها خوفا علي صورته امامهم .
اما بالنسبة له فكان وجودها معه كل يوم يثبت له كم هو احمق ... نعم متعجرف و بارد و لكنه احمق .... فهو يعرف جيدا انها تقريبا تغلبت عليه بتلك الافعال ... فالخسائر التي سببتها له كانت فادحة .
فمنذ ان جلبها لقصره و راحة البال ودعته ...و ليس راحة البال وحدها و انما اشياء اخري من ضمنها سمعه الذي كاد ان يفقده من كثرة صراخها ... و الصداع الذي اصبح صديقه بعدما حرمت عليه النوم ... هذا الي جانب الم معدته الذي كثيرا ما اصابه بسبب الاشياء التي كانت تدسها له في طعامه .... حتي انه كف عن تناول الطعام في المنزل خوفا منها .
أنت تقرأ
تانجو
Açãoشعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها و هو يقترب منها ليقبلها ... فعرفت انه لا مفر مما هو مقدم عليه و قد بدأت دقات قلبها تتسارع بطريقة تنذر بالخطر .... ظلت تترجاه الا يقترب و لكن صوتها لم يخرج لحيز اذنه فقد احتبس الصوت بداخلها ... و لكنها همست بقنوط في م...
