ترك ماريوس اميريتا واقفة في المطبخ و عاد الي الطابق العلوي ثم نزل من السلم الرئيسي المؤدي للبهو .
تعمد ان يحدث صوت اثناء نزوله فالتفتت اليه تلك المرأة الواقفة هناك ...
فعمل ماريوس علي رسم ملامح المفاجأة علي وجهه و كأنه تفاجئ بظهورها .
و لكن كان يبدو علي وجهها الغضب منه ...لذا حاول ان يتحدث بهدوء قائلا :
" كيف حالك صوفيا ؟ "
" بخير ماريوس "
قالتها بحنق و هي تتقدم منه لتطبع قبلة علي وجنته ببرود ... و لكنه تجاهل ذلك و هو يبتسم ببرود قائلا :
"متي عدتِ من السفر؟ و لما لم تخبريني لاستقبلك ؟ "
" لا تتحدث معي ماريوس و كأن شيئا لم يحدث ... تعرف انني غاضبة جدا لما فعلته في منزلي ... اغيب فقط بضعة اشهر و اعود لاجد تلك الكوارث ؟!!! .... لما صرفت العاملين هنا ؟... و اين لوحاتي الثمينة ؟ ...انها ارث عائلي و انت تعرف اهميتها بالنسبة لي... فما الذي فعلته بها ؟ ... هذه اللوحات المعلقة علي الجدران ... مزيفة الاحمق يستطيع معرفة ذلك "
كانت تتحدث بسرعة و بنبرة غاضبة بينما نغمة صوتها كانت اقرب للنحيب ... فهذه اللوحات التي تتحدث عنها هي شيئ ثمين بالنسبة لها ... بل انها اغلي عندها من ماريوس نفسه .
صمت كلاهما قليلا و هما يتبادلان النظرات الحادة ... فاعقبت بتساؤل و هي تخرج سيجارة من حقيبتها لتشعلها و هي تنفث بها حنقها منه :
"و بعد كل ذلك اخبروني انك تزوجت !!! .... هل هذا صحيح ؟... لما لم تبلغني .ّ هل خفت الا اوافق علي ذلك ؟ "
بعد كل هذا الكلام ظل صامتا ليفكر في رد مناسب عليها ... فهو واثق انها علي علم بكل شيئ .. لابد ان لديها عين في كل مكان هو به .... هو يعرف ان لديها عيون في شركته ... اما في المنزل فلديها ايضا عيون من الخدم ... و لابد انهم ابلغوها بكل ما حدث ... ان قرار صرفهم كان صائب و لكنه للاسف لم يفعل ذلك الا بعدما عايشوا جنون اميريتا لاسبوع ... لذا كان من الحماقة ان يخفي عليها شيئ .
حاول استرداد برودة اعصابه و هدوئه ليرد عليها قائلا :
" لقد صرفت العاملين هنا .. لانني كما تعرفين تزوجت حديثا ... و كنت اريد ان احظي ببعض الهدوء مع زوجتي ... اما عن اللوحات و جميع التحف الثمينة ... فقد استبدلتهم باخري مزيفة بعدما رصدت محاولة سطو علي القصر ... و ذلك خوفا علي لوحاتك الثمينة من ان يسرقها احدهم "
قال جملته الاخيرة بتهكم ... و لكنها تجاهلت كل حديثه و ركزت في الجزء المتعلق بزواجه ... فردت بتهكم مماثل قائلة :
" حقا تزوجت ؟! و تخبرني بتلك البساطة .... و لم تكلف نفسك حتي عناء الاتصال بي و اخباري ... ألم اعد مهمة لديك ؟ ام ان غيابي لبعض الوقت جعل وجودي غير مهم في حياتك ... ماريوس ارجو ألا تنسي انك ابني ... ام لعلك نسيت ذلك ؟ "
أنت تقرأ
تانجو
Aksiشعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها و هو يقترب منها ليقبلها ... فعرفت انه لا مفر مما هو مقدم عليه و قد بدأت دقات قلبها تتسارع بطريقة تنذر بالخطر .... ظلت تترجاه الا يقترب و لكن صوتها لم يخرج لحيز اذنه فقد احتبس الصوت بداخلها ... و لكنها همست بقنوط في م...