كان الصندوق الذي وجدته اميريتا بمثابة نافذة جديدة للتسلية بالنسبة لها .. فمحتوياته كانت تعتبر طريقة رائعة لتمضية الوقت .فما ان فتحته حتي وجدته مليئ بالعديد من الدفاتر القديمة التي تحتوي علي مذكرات ماريوس .
في البداية حينما رأتها ضحكت كثيرا ... فهي لا تتخيله ابدا ذاك الشخص الذي يكتب مذكراته .
حينما بدأت تقرأها كانت متعجبة للغاية ... فقد شعرت ان الشخص الذي كتب هذه المذكرات لم يكن ماريوس البته .
فماريوس ذاك بدا مضحكا و لطيفا للغاية و هو ما يخالف هذا الشخص الذي امامها مئة و ثمانين درجة .
كانت مذكراته موزعة بين ما يحدث معه في حياته اليومية في مدرسته و مع اصدقاءه ..و بين ما يحدث معه في المنزل .
في الجزء الاول بدا سعيدا للغاية ... بينما في ذاك الجزء المتعلق بالمنزل كان يبدو مكتئبا ... و كأنه اسير يريد الفرار .
فقد كانت والدته امرأة متكبرة مغرورة تعاني من جنون العظمة ... و قد جعلته يشعر بان كونك شخصا ارستقراطيا فحياتك تعد ملعونة .
هذا الي جانب شجارها الدائم مع والده ... انها من هؤلاء اللذين يهتمون بالتقاليد البالية لابعد الحدود .
كانت تفخر علي والده دائما بأصولها الاسبانية الخالصة .... فهي تعتبر دماء اسرتها النبيلة دماءا مقدسة فقط لكونها لم تختلط بدماء المهاجرين الاخرين او حتي السكان الاصليين .
كانت هذه المرأة عنوانا للتعجرف ... فقط لكونها تعتبر نفسها افضل من الناس الاخرين .
و قد عاني معها ماريوس كثيرا و من تحكمها في حياته لابعد مدي .... فهو كان الطفل الوحيد لها و هذا ما جعلها تركز في كل تفصيلة من تفاصيل حياته .... لم يتحرر منها الا حينما سافر للخارج لينهي دراسته و هو ما تم بناءا علي رغبتها ايضا... طبقا لما تسميه بعادات عائلتها الارستقراطية ... بالاحري عائلتها الارستقراطية المفلسة ... كما كان يردد ماريوس في مذكراته .
كان ذلك اخر عهده بتلك المذكرات ... و هنا شعرت اميريتا بفضول كبير تجاه ما حدث معه ... فكيف تحول من ذاك الشخص اللطيف المحبب الي هذا الشخص البارد المتعجرف .
هذا ما حيرها كثيرا ... فبعد كل ذلك كانت تأمل ان تجد بتلك المذكرات السبب الحقيقي وراء انتقامه منها ...و لكن للاسف كانت المذكرات قديمة .... لذا كانت بلا قيمة لها .
ربما استطاعت ان تعرف منها ادق تفاصيل حياته القديمة ... و حينما تقول ادق فهي تعنيها فعلا .. اصبحت تعرف كيف كان يفكر حينها .. اول فتاه احبها في حياته .. شجاراته .. اصدقاءه .. جميع حماقاته .. كل شيئ يمكن ان تتخيله .
الا انها ليست مهتمة بذاك الجزء ... رغم انها تشك ان تلك الحياة التي عاشها قديما مع والدته هي مصدر كل هذا البرود و التعجرف و ربما الغرور الذي يتملكه الان .
أنت تقرأ
تانجو
Acciónشعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها و هو يقترب منها ليقبلها ... فعرفت انه لا مفر مما هو مقدم عليه و قد بدأت دقات قلبها تتسارع بطريقة تنذر بالخطر .... ظلت تترجاه الا يقترب و لكن صوتها لم يخرج لحيز اذنه فقد احتبس الصوت بداخلها ... و لكنها همست بقنوط في م...