19 _ صفقة

5.8K 313 112
                                    

" ماريا "

قالتها اميريتا بصوت خافت بنبرة ذاهلة ... ثم اندفعت لتعانقها بشدة .. فقد كانت سعيدة انها اخيرا رأت شخصا ترتاح له في هذا المكان الموحش الذي تعيش فيه .

للحظات تسمرت ماريا مكانها بتفاجئ من رد فعلها و اخيرا رفعت يديها تربت علي ظهرها ... و لكنها كانت تنظر لها بشفقة كبيرة ... فلم تعتقد يوما ان اميريتا قد تشعر بذاك البؤس في هذا القصر الجميل ... الان فقط عرفت كيف تكره العصافير اقفاصها حتي لو كانت من الذهب .

حينها لم تستطع تمالك الدموع التي تدافعت لعيناها و هي تقول :

" اسفة اميريتا ... سامحيني ... ان هذا الجحيم الذي تعيشينه بسببي ... ليتني تركته يقتلني في تلك الليلة و لم اوافق علي هذا الجنون "

ابتعدت اميريتا عنها و هي تجفف دموعها بابتسامة لطيفة :

" ايتها الحمقاء ... لا تبكي .. فانا من اخترت ذلك ...كما انني سعيدة الان ... لذا لا تحملي نفسك اكبر من طاقتك "

" كاذبة ... اعرف جيدا انك تعانين مع ذاك الحقير ...و انا السبب ... حتي لو بقيت عمري كله اشكرك لن افي ببعض مما تستحقينه لقد انتشلتيني من مصير مجهول كان ينتظرني "

نهرتها اميريتا بحدة و هي تسحبها من ذراعها لتجلس مقابلها قائلة :

"توقفي عن التفوه بالحماقات ... و الان اخبريني كيف تمضين ايامك بعيدا عن ذاك الجحيم ؟ "

ارتبكت ماريا و حاولت تغيير مجري الحديث و هي تسألها :

" و لكن اكثر ما يحيرني هو السبب الذي جعله يرغمك علي الزواج منه ؟ "

لاحظت اميريتا محاولتها و لكنها لم تعلق ... بل اجابتها و هي تسكب لها كوبا من العصير :

" لا اعرف ... و لكنه يقول انه يريد الانتقام مني . "

" و ماذا فعلتي له لينتقم منك ؟ "

سألتها و هي ترتشف بعضا من كوبها ... انتظرت اميريتا قليلا و كأنها تفكر في اجابة ... ثم هزت كتفيها بحيرة و هي تنظر اليها قائلة :

" لم افعل له شيئ ... ان ذنبي الوحيد انني اشبه خوانيتا ... لا اعلم ماذا فعلت حتي يرغب في الانتقام منها بتلك الصورة ؟ ...

و لكن من سابق معرفتك بها ... هل رأيتيه معها في اي مكان ... او انها قد ذكرته لك في معرض حديثكما ؟ "

" ابدا ... لم يحدث اي شيئ من هذا القبيل ... خوانيتا لطالما كانت امام اعيننا ... كانت تقريبا تعيش معنا انا و سانتياغو منذ ان كانت في العاشرة ... لذلك فانا اعرف عنها كل شيئ تقريبا ... كما انني لم اري هذا الرجل من قبل الا في تلك الليلة "

" قد تكون تعرفت عليه في الفترة التي احتجزك فيها هيرنانديز "

" ربما قد يكون كذلك ... مع انني استبعد هذا الاحتمال ... "

تانجو  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن