33_ تلك الليلة

4.7K 279 81
                                    


كانت اميريتا مطروحة ارضا الي جانب جثة سانتياغو الذي فارق الحياة منذ وقت قصير ... لم تكن تشعر بما يدور حولها فقد وجدت نفسها تقع في دوامة من الم الفقد ... شعرت انها عادت بلا اي سند لها ... تهاوي عالمها في لحظات علي يد شخص حقير لا يريد حتي ان يتركها لحزنها .

كان يتحدث و هي لا تعي كلمة واحدة مما يقول ... الي ان جذبتها تلك الجملة من بؤسها و جعلت كل حواسها تتنبه :

" اتعرفين من هو الذي خان سانتياغو ؟ ... انه اكثر شخص وثق فيه هذا الغبي ... انه الشخص الذي لم يتردد لحظة واحدة في الهروب بعدما عرفت حقيقته و ما بينه و بين سانتياغو من مؤمرات ...

انه سيرو ذراعي الايمن ... هل تصدقين ذلك ؟ ... سيرو الذي وثقت فيه طوال تلك السنوات الماضية ... خطوة واحدة و كان سيهدم كل ما بنيته و بمساعدة من ؟!!!!

بمساعدة الاحمق سانتياغو ... الذي خانني بلا مقابل حتي ... لذا فهو استحق تلك النهاية "

بعدما قال ذلك شعرت ان الدنيا تدور بها ... هل حقا سيرو عميل فيدرالي ... هذا ان كان اسمه من الاساس ... و فوق كل ذلك سانتياغو متعاون معه في الايقاع بهيرنانديز ... انه شيئ غير قابل للتصديق .

عادت تزحف حتي وصلت لجثة سانتياغو ثم احاطت وجهه براحتيها و هي تحدثه بهستيريا قائلة :

" هل ما قاله صحيح ؟ ... ارجوك اخبرني بالحقيقة ... سانتياغو ... ارجوك لا تصمت هكذا ... هل خانك اقرب صديق لك و تركك لتواجه مصيرك وحدك ؟ ... ارجوك اخبرني ... لا تتركني هكذا اتخبط في تلك الاكاذيب ... ارجوك سانتياغو "

قالت جملتها الاخيرة صارخة و هي تهز جسده بعنف ... فتقدم رجل من رجال هيرنانديز و ابعدها عنه ممسكا اياها باحكام .

بينما اقترب رجلين اخرين من جثة سانتياغو و حملاه و هي تصرخ بهم :

" الي اين تأخذونه ؟ ... اتركني ايها اللعين ... "

قالت ذلك للرجل الممسك بها و هي تحاول التملص منه ... و قد نجحت في افلات احدي يديها .. لتتشبثت بيد سانتياغو التي تدلت الي جانبه بلا اي حركة .

و لكن احدا لم يلتفت اليها و استمروا في تقدمهم ناحية حافة الجسر ... فعادت تصرخ بهم و لكن تلك المرة في هيرنانديز بعدما ادركت انه هو من في يده الامر قائلة :

" اجعلهم يتركوه ايها الحقير ... ما الذي ستفعلونه به بعد ؟ "

تقدم منها ببرود قاتل قائلا :

" لا تخافي عزيزتي لن يفعلوا به اي شيئ ... فقط سأتوج موته ... سارسله للجحيم بنفس الطريقة المميزة التي ارسلت بها والديه من قبله ... للاسف لن استطيع ان اربط حجرا حول قدميه فالمسكين قد فارق الحياة سابقا .... لقد عاملته معاملة خاصة ... حتي في طريقة موته ... ماذا تريدين اكثر من ذلك ؟"

تانجو  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن