" انتظري ايتها المجنونة ... الي اين تذهبين في هذا الليل ؟ "قالها و هو يغادر السرير سريعا لاحقا بها للخارج ...
و لكنها كانت قد ابتعدت كثيرا فقد اطلقت ساقيها للريح بسرعة كبيرة و كأنها تهرب من شيئ ما ... هي حتي لا تعلم ما هو ذاك السبب الذي جعلها تجري بتلك الطريقة .
هي لا تهرب منه ... لربما هي تهرب من نفسها ... لا تعلم لما كانت خائفة في تلك اللحظة ... و ليس من اي شيئ سوي من برعم لنبته ضارة بدأ في النمو بداخلها .. ارادت قتله ... بل سحقه ...
فذاك الضعف الذي راودها كرهته .. و ذاك القلب الذي حافظت عليه بعيدا خلف حائط اسمنتي سميك ... لم ترده ان يخرج عن سيطرتها ... فقد هددها ماريوس في لحظة ان ينسف ذاك الجدار الذي اختفي قلبها خلفه طويلا ... و هذا هو ما جعلها تجري بعيدا عنه .. و كأنها بفعلتها تلك ستغير شيئ .
بينما ماريوس كان يبحث عنها كالمجنون و هو يشعر بقلبه يكاد يتوقف لقلقه الشديد عليها .... انها المرة الاولي التي يجرب فيها ذاك الشعور ... لم يقلق يوما علي اي شخص و لم يراوده الخوف تجاه اي موقف كما يفعل الان ...
بحث عنها في محيط الكوخ ... و الشيئ الجيد في الامر انها كانت ليلة مقمرة لذا ساعده ذلك في البحث ... و لكن بلا جدوي .
وقف مكانه بيأس لا يعرف ماذا يفعل ... و اخيرا هداه تفكيره لبرج المراقبة فتسلق السلم سريعا .. و اتجه مباشرة للمنظار و راح يوجهه في الاتجاهات المختلفة بحثا عنها ... من حسن حظه ان المنظار له خاصية الرؤية الليلية ....
و لكنه ايضا عجز عن ايجادها ... و اثناء خروجه تذكر شاشات المراقبة فعاد لينظر خلالها ... و لكنها للاسف لا تعكس ايضا اي شيئ ... فقط كانت تلك الكاميرات مسلطة علي بقع معينة خاصة باماكن تواجد بعض الحيوانات ... تفقد الشاشات جميعها بقلق ... فقد كانت جميعها تعكس الحيوانات التي تجوب الغابة ليلا بحثا عن فرائسها ... و تسائل الي اي من تلك المفترسات تحديدا سيقودها غباءها ؟
كاد ان يفقد الامل ... الا انه في اللحظة الاخيرة لمح ظلها يعبر سريعا علي احدي الشاشات ... لقد ظن ان خياله هو ما صور له ذلك ..... و لكنه اراد ان يتشبث بذلك بدلا من لاشيئ ... فلو كانت تتجه لتلك البقعة تحديدا فهي تتجه لحتفها .
كان يسابق الزمن للحاق بها ... و ما يحركه في تلك اللحظة ليس قلقه وحده و انما غضبه علي حماقتها .. لكم ود لو كانت امامه لكان صفعها بقوة لتهورها و غباءها ...
كان الضوء الفضي للقمر يرشده خلال طريقه اليها ... و اخيرا كما توقع وجدها تقف في تلك البقعة بلا حراك .
تنفس الصعداء و هو يقترب منها سريعا و لكن بحذر حتي لا يصدر صوتا يجعلها تهرب بحماقة ...
وقف خلفها و كان علي وشك توبيخها ... الا انه تجمد في مكانه تماما مثلها حينما رأي ما جعلها علي تلك الحالة .
أنت تقرأ
تانجو
Hành độngشعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها و هو يقترب منها ليقبلها ... فعرفت انه لا مفر مما هو مقدم عليه و قد بدأت دقات قلبها تتسارع بطريقة تنذر بالخطر .... ظلت تترجاه الا يقترب و لكن صوتها لم يخرج لحيز اذنه فقد احتبس الصوت بداخلها ... و لكنها همست بقنوط في م...