" سانتياغو !!!!! "
هتفت اميريتا بصوت مبحوح و بنبرة تحمل من الرجاء الكثير ... و هي تأمل الا يكون ما تراه سرابا .
و لكنه ليس كذلك فها هو يتقدم اليها مخترقا زحاما من الناس ليجلس في مواجهتها ...علي تلك الطاولة داخل القطار الذي يتحرك بسرعة كبيرة ... و علي وجهه اعذب ابتسامة رأتها في حياتها ... يا الهي انها ابتسامة ملاك ... هذا ما قالته لنفسها و هي تميل فوق الطاولة التي تفصلهما لتعانقه بشدة ....بينما اشعت عيناها بضوء مخضب بلمعة من دموع الفرح .
" سانتياغو ... هل هذا انت حقا ؟ .. ام انني احلم "
" انه انا بشحمي و لحمي ايتها الحمقاء "
قالها و هو يبتعد ليحتضن وجهها بين كفيه الدافئتين .
ندت عن عينيها دموع غزيرة... بدت نظراتها ضائعة و راحت تتفوه ببعض من الكلمات الغير مترابطة التي تنم عن ارتباكها ... قائلة :
" تلك الليلة ... الجسر .. و الرصاصة التي لازلت اسمع صداها في اذني و النهر ...هيرنانديز "
جفف دموعها و هو يربت بكفه علي وجنتها قائلا بنبرته الدافئة :
" تمهلي قليلا خوانيتا ... اعلم انك متفاجئة و لكن ها انا حي امامك "
التقت عيناهما اخيرا فشعرت ببعض من الامان الذي افتقدته طوال الفترة الماضية .... ظلت تحدق به بلا اي حركة لبعض من الوقت و قد شعرت بأن الموقف اكبر من احتمالها ...
و لكنها استجمعت رباطة جأشها لتمازحه قائلة :
" اميريتا ايها الاحمق .. اميريتا ... لما تستمر انت و ذاك المتعجرف ماريوس بمناداتي بهذا الاسم ... يا الهي لقد بت اكرهه حقا "
" اسف عزيزتي اميريتا ...و لكن من ماريوس هذا ؟.... اهو صديق لك ؟ .... لا اذكر ان لك صديقا بهذا الاسم ؟!! "
" انه ليس صديقا ... بل هو زوجي... "
قالتها اميريتا بعفوية تامة ثم استدركت نفسها بعدما رأت نظرته فلاذت بالصمت خوفا من ردة فعله و لكنه رد بهدوء مخالف لما توقعت قائلا :
" اعرف عزيزتي انه زوجك .. هل نسيتِ انني اعرف كل شيئ ؟ "
نظرت اليه بدهشة كبيرة و هي تسأله :
"ان كنت تعرف لما سألتني ؟ "
" اردت فقط ان اري ردة فعلك ... انا لست حزين ... بل انا سعيد لاجلك فهذا ما تستحقينه "
قال جملته الاخيرة ببعض من الغضب و هم واقفا فتوسلته اميريتا قائلة :
" سانتياغو ... ارجوك لا تغضب ... اكيد انت تعرف انني كنت مجبرة علي ذلك "
و لكنه لم يلتفت لها و استمر ليختفي في زحام الناس المندفعة التي تنزل من القطار بعدما توقف ... بينما اميريتا تطارده بتوسلاتها قائلة :
أنت تقرأ
تانجو
Aksiشعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها و هو يقترب منها ليقبلها ... فعرفت انه لا مفر مما هو مقدم عليه و قد بدأت دقات قلبها تتسارع بطريقة تنذر بالخطر .... ظلت تترجاه الا يقترب و لكن صوتها لم يخرج لحيز اذنه فقد احتبس الصوت بداخلها ... و لكنها همست بقنوط في م...