كان ماريوس يقف خارج الكوخ بعدما ودع اليخاندرو الذي عاد للمدينة علي وعد ان يعود في اقرب وقت ليأخذهم من هذا المكان .
تجول قليلا حول الكوخ ... فوجد ارجوحة شبكية مربوطة بين شجرتين ... و كانت احدي الشجرتين ضخمة بعض الشيئ و تلقي بظلالها علي بقعة كبيرة من الارض ... كان منظرها خلابا ... مما جعل الجلوس تحتها امر رائع في الرطوبة السائدة التي كادت تخنقه .
استلقي عليها واضعا ذراعه اسفل رأسه .... و غرق في بحور من الافكار .
اخذ يفكر فيما حدث معه حتي تلك اللحظة ... و لكن افكاره كانت دائما تأخذه في اتجاه واحد ... اميريتا .. و ما كان يحدث بينها و بين اليخاندرو طوال اليوم .
فطوال الطريق في السيارة اثناء ذهابهم للطبيب كانا يمزحان سويا كما لو كانوا
اصدقاء قدامي ... و حتي داخل المشفي لم يترك يدها ابدا بل ظل يساعدها في التنقل من مكان لاخر اثناء اجراء بعض الفحوصات .لم يكن يعيره احدهما اي اهتمام و كأنه ليس موجودا معهما و هذا اثار حنقه اكثر ... و ظل يتسائل هل هي بارعة لتلك الدرجة في الايقاع بالرجال ؟ ... هل اليخاندرو احمق لتلك الدرجة ؟... ام ان ما بينهم كان اكبر مما يعرفه هو ؟...
و لكن اكثر ما اثار حنقه هو رغبة اليخاندرو في حملها للداخل عند وصولهم ... فقد كان يتحدث بثقة كبيرة كما لو كان له الحق في فعل ذلك ... انه هو زوجها لم يفكر في ذلك حتي...
فهل صديقه يشفق عليها فقط ام ان هناك بعدا اخر لتلك العلاقة بينهما لا يعلمه هو ؟ !!!!
ظلت افكاره تتخبط في هذا الاتجاه .... و لكنه تذكر حينما حملها ... كانت بالفعل كما قال صديقه تكاد لا تزن شيئ ... و التعب جعلها فاقدة لشراستها المعتادة ... فبدت اكثر وداعة .
عادة تكون متعبة بعد جلسات علاجها ... و تلك الادوية الكثيرة التي تتناولها تجعلها اكثر شحوبا و ضعفا .... و قد شعر بذلك حينما حملها ... فقد القت برأسها علي كتفه باستسلام تام ... عندها شعر بألم غريب يغزو قلبه حزنا عليها .
لم يكن ما يشعر به حينها شفقة كما ظن ... بل كان خوفا من مستقبل مجهول يهدده هو اكثر منها .... يهدد سلامه الداخلي الذي عاشه طويلا قبل ان يعرفها .
كان يتأمل الشجرة الوارفة التي يستظل بها حتي لفت نظره شيئ اعلاها ... مما دعاه للوقوف ليري جيدا .
و بعد تدقيق لاحظ ان هذا الشيئ الغريب لم يكن سوي حجرة تقبع علي افرع الشجرة تشبه منزلا صغيرا ... و قد ساعدت ضخامة الشجرة و التفافها علي اخفائها عن الاعين ... لذا لم يتبينها من البداية .
دار حولها قليلا حتي وجد سلما من الحبال متدليا ... و قد حثه فضوله علي تسلقه.
وجد نفسه امام بابا صغيرا مؤدي لتلك الحجرة ... و التي كانت بمثابة برج للمراقبة ... حيث كان يستخدمها ذاك الباحث لمراقبة سلوك الحيوانات ...
أنت تقرأ
تانجو
Actionشعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها و هو يقترب منها ليقبلها ... فعرفت انه لا مفر مما هو مقدم عليه و قد بدأت دقات قلبها تتسارع بطريقة تنذر بالخطر .... ظلت تترجاه الا يقترب و لكن صوتها لم يخرج لحيز اذنه فقد احتبس الصوت بداخلها ... و لكنها همست بقنوط في م...