افاقت اميريتا علي اصوت قادمة من خارج غرفتها ... تجولت عيناها فيما حولها فوجدت انها اسيرة تلك الحجرة الصغيرة التي وجدت نفسها بها اول مرة بعدما احضرها رجال هيرنانديز .
ظلت تتململ و تتقلب في سريرها ... و تناهي الي مسامعها اصوات لعدة اشخاص يتحدثون ... لذا تتبعت مصدر الصوت حتي قادتها قدماها لشرفة صغيرة قريبة من الارض
وقفت اميريتا في تلك الشرفة التي اتضح انها تطل علي باحة خلفية ضيقة لتستنشق بعض من هواء الليل المنعش ... ثم بحثت بعيناها عن مصدر تلك الجلبة حتي وجدته .
حيث كان صادرا عن فتاتين تتحدثان معا بصوت عالي ..و كانت احداهما تقول للاخري :
" انها عاهرة بحق ... الم تري كيف كانت ترقص مع الشاب الاخر حتي تثير غيرة سانتياغو ...انها تعلم جيدا انه يحبها بشدة ....بل انه يعشقها بجنون و يغار عليها من نظرات اي رجل "
" نعم ... المسكين يحبها بشدة .. و لكنها بالفعل عاهرة محبة للمال ...لقد استحسنت ما فعله معها سانتياغو حينما دفعها علي الارض ... لقد كان تصرفه نابع من غضبه حينما عرف انها كادت ان تهرب مع رجل ثري ... و لكن لسوء حظها اعادها رجال هيرنانديز في اللحظة الاخيرة "
" و الاخبث من ذلك ان تلك العاهرة تحاول تمثيل دور الفتاة البريئة التي لا تعرف شيئ ... و فوق كل ذلك تدعي انها شخص اخر ... انها تستحق كل ما سيفعله بها هيرنانديز ... فقط اصبري و ستعرفي انه خطط لها امرا لن تنساه طوال حياتها البائسة حتي لا تحاول الهرب مرة اخري "
كانت الفتاتان تتحدثان و هما تجهلان ان اميريتا تسمع كل ذلك ...فشعرت حينها بالرعب بعد ما ذكرته الفتاة عما ينوي ان يفعله بها ذاك اللعين هيرنانديز .
تابعت الفتاة الاولي قائلة :
" ان اكثر ما يؤلمني في الامر هو سانتياغو الذي حطمه كل ذلك ... لقد اراد ان يضرب ذاك الشاب الاخر و لكن هيرنانديز منعه ... المسكين اراد ان يفعل اي شيئ و لكن يداه مكبلتان ...هو مثلنا في هذا المكان فقط كاي قطعة اثاث يمتلكها هذا اللعين "
" نعم بالضبط ... فلولا انه يحتفظ ب أخت سانتياغو في مكان مجهول ... لكان قد هرب منذ وقت بعيد "
" ماذا ؟ هيرنانديز يحتفظ باخته ؟ ..لم اكن اعرف ذلك و لكن لما ؟"
" نعم هو بالفعل ..."
لم تكمل الفتاة حديثها لانها سمعت فجأة صوت اقدام متجهة ناحيتهما ... اختفت كلتا الفتاتان خلف كومة من الصناديق القديمة خوفا من القادم .
كذلك فعلت اميريتا بعدما رأت القادم نحوهما .... حيث وقف في احدي الزوايا المظلمة لتلك الباحة شاب ضخم عريض المنكبين ...كان يزفر في ضيق واضح و صوت انفاسه المحملة بالغضب يهدر عاليا في سكون الليل .
أنت تقرأ
تانجو
Acciónشعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها و هو يقترب منها ليقبلها ... فعرفت انه لا مفر مما هو مقدم عليه و قد بدأت دقات قلبها تتسارع بطريقة تنذر بالخطر .... ظلت تترجاه الا يقترب و لكن صوتها لم يخرج لحيز اذنه فقد احتبس الصوت بداخلها ... و لكنها همست بقنوط في م...