هدوء يعم المنطقة ... الا من بعض السيارات القليلة و التي تجول لهدف معين ... و سكون الليل لا يكسر حدته الا الضوضاء المنبعثة من احد الملاهي الليلية الغارق في اضواء النيون ... و بعض من الحثالة البشرية التي تحوم حوله من سكاري و فتيات ليل و مروجي مخدرات .... هكذا كان الجو العام ينبئ ببؤرة فاسدة تتواجد في قلب بيونيس آيريس .
و بخلاف ذلك الجو من القذارة ... كانت اميريتا تنتظر دورها في مسرحية سخيفة فرض عليها لعب دور البطلة فيها ... او ربما شبيهة البطلة!!
اميريتا تلك الحسناء ذات الوجه الملائكي و الجسد المرهف المرسومة معالمه بدقة مغلفا بفستانها الذهبي الانيق الذي ابرز لون بشرتها البرونزية ... و شعرها الغجري الاسود بتموجاته مسترسلا بحرية علي ظهرها تزينه زهوره البرية التي زادتها فتنة .
وقفت خلف الستار المخملي للمسرح الصغير بخوف و ترقب .
تجولت عيناها اللوزيتان الساحرتان تستطلع جمهورها المنتظر ...و الذي لم يكن سوي مجموعة من الحثالة البشرية في صورة رجال ... بل اقرب ما يكونوا لاشباه رجال .
هم فقط مجموعة من السكاري و الشباب الوقح الجريئ الذي اتي خصيصا ليشاهد عرض تلك المدعوة خوانيتا .... و بالطبع عيونهم كانت تتلهف لرؤية عرضا مبتذلا .. او ربما التمتع بالنظر لفاكهة محرمة كما كانوا يطلقون علي تلك الخوانيتا .
جمدت في محلها غير قادرة علي التقدم فقد شلت المفاجئة حركتها ... و بهذا استمرت الفرقة الموسيقية الصغيرة في عزف نفس المقطع انتظارا لها .
تلك الاجواء من المجون و الخلاعة لم تكن تلائم براءتها ...و كأن هذا الملهي الليلي الصغير بكل ما يحتويه كان سجنا لها و لاحلامها الوردية .
ظلت تردد صلواتها بأن تجد من يخلصها من الورطة التي سقطت فيها .. و لكن هيهات فقد اطبقت عليها اطراف فخ محكم بعناية .
لم تستطع المشاهدة لاكثر من ذلك ... فعادت ادراجها نحو غرفة الملابس متمنية لو استطاعت الفرار ... ففي النهاية لم يصدقها احد حينما قالت انها ليست هي .
"انا لست تلك الفتاه خوانيتا "
صرخت بتلك الجملة بلا كلل طوال ايام ماضية منذ ان جلبوها لهذا المكان ... الا انها لم تجد اي اذان صاغية .
حاولت كثيرا ان تشرح حقيقة سوء الفهم الذي حدث معها ... و لكن المحصلة كانت صفر .. وصموها بالكذب و الجنون .. بالاضافة للقبها الاهم .. عاهرة محبة للمال ... فلم ترحمها ألسنة الجميع .
حينما دخلت لغرفة الملابس وجدت الكريه الذي يناديه الجميع بالسيد هيرنانديز ... كانت نظرات الحنق و الغضب تسكن وجهه كحاله دائما و لكن عيناه كانتا مخيفتان اكثر من العادة .
أنت تقرأ
تانجو
Actionشعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها و هو يقترب منها ليقبلها ... فعرفت انه لا مفر مما هو مقدم عليه و قد بدأت دقات قلبها تتسارع بطريقة تنذر بالخطر .... ظلت تترجاه الا يقترب و لكن صوتها لم يخرج لحيز اذنه فقد احتبس الصوت بداخلها ... و لكنها همست بقنوط في م...