استفاقت اميريتا و هي تشعر بثقل كبير في رأسها و كأنها تعجز عن حمله ... و قد حاولت النهوض من استلقائها الا انها عجزت عن ذلك ... فعادت لتلقي رأسها علي ظهر مقعدها بتعب كبير .مدت يدها تتحسس جبينها حينما شعرت بألم رهيب يكاد يفتك برأسها .... و لكن بدلا عن ذلك لامست يدها الضمادة الموضوعة علي جرحها ... فشعرت بألم اكبر ... مما جعلها تتأوه بصوت مرتفع ...
انتبه لها ذاك الجالس بجانبها و الذي انحني يتفحصها بقلق قائلا :
" خوانيتا عزيزتي ... اخيرا استيقظت "
تلاقت عيناها مع تلك العيون الشيطانية التي تتفحصها ... و سرعان ما ادركت صاحبها .
اعتدلت في جلستها سريعا فشعرت بالالم و الدوار في آن واحد ... فسارعت بوضع كلتا يديها علي رأسها و هي تغمض عيناها بألم ... متمنية ان يكون ما تمر به في تلك اللحظة مجرد كابوس .
الا انها شعرت باقترابه منها اكثر ... ممسكا بمعصمها ... و هو يقول بنبرة اقرب للهمس :
" لا ترهقي نفسك ... احصلي علي بعض الراحة ... فنحن سنصل قريبا و حينها سينتهي كل ألمك "
و لكنها بدلا من الامتثال لاوامره سألته اول ما خطر علي بالها :
" اين انا ؟ و ماذا فعلت بماريوس ايها اللعين ؟ "
قالت ذلك بعصبية و قد تذكرت الحادث و كل ما حدث معهم .. و اخر شيئ تذكرته هو ماريوس الفاقد للوعي و الدماء تنفجر من جرح غائر في رأسه قبل ان يحملها احد الرجال في سيارته و ينطلق بها ... بينما هي غير قادرة حتي علي الصراخ .
استدارت للباب بجانبها و هي تتمسك بمقبضه استعدادا لالقاء نفسها من السيارة هربا منه .
لتصدمها حقيقة جديدة و هي انها لم تعد تركب السيارة ... بل هم يحلقون في السماء في احدي المروحيات .
تراجعت في مكانها بخوف و هي تترك المقبض الذي كانت تتشبث به منذ قليل ... ثم انكمشت علي نفسها و هي تدرك انه لا مفر .
ابتسم هيرنانديز بخبث و قد ادرك ما تفكر فيه في هذه اللحظة ... لذا ضغط علي معصمها الذي لا يزال ممسكا به ... قائلا بنبرة متهكمة :
" هكذا افضل عزيزتي ... كوني فتاة عاقلة .. فانا لم اعتد هذا الجنون منك "
شعرت بالالم لضغطه علي معصمها ... و ازداد نفورها لقربه منها فنفضت ذراعه الممسكة بمعصمها بعنف ... مما دعاه للضحك بصوت عالي و هو يتابع متهكما :
" اهدأي صغيرتي ... اعدك ان ينتهي كل شيئ بعدما نعود "
نظرت اليه و هي تضيق عيناها بنظرة متفحصة ... لاول مرة تراه بهذا القرب .. رجل خمسيني ... لازالت آثار الوسامة تحتل وجهه ... يبدو لمن لا يعرف جرائمه رجلا ارستقراطيا عاديا بحلته الفاخرة و مظهره الانيق ... و قد يجذب اليه العديد من النساء .. و لكنه في الحقيقة اشبه بثمرة جذابة داخلها متعطن .
أنت تقرأ
تانجو
Açãoشعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها و هو يقترب منها ليقبلها ... فعرفت انه لا مفر مما هو مقدم عليه و قد بدأت دقات قلبها تتسارع بطريقة تنذر بالخطر .... ظلت تترجاه الا يقترب و لكن صوتها لم يخرج لحيز اذنه فقد احتبس الصوت بداخلها ... و لكنها همست بقنوط في م...