" و الان ... احكي "
قالها بنبرة تشبه طفل صغير يتوسل قصة ما قبل النوم و هو ينهض ليجلس في مواجهتها متشربا ادق تفاصيلها ... مما دعاها للابتسام و هي تبدأ قائلة :
" حسنا ....توقفنا المرة السابقة عندما فارقت جيزيل الحياة بسبب صدمتها حينما عرفت بخداع آلبرت لها ... و ذلك بسبب خلل في قلبها ...
اما هانز فكان يمزقه احساسه بالذنب بالاضافة لحزنه علي موت جيزيل حبيبته .... و هو يعلم انه لم يكن في قلبها احد سوي آلبرت حتي النهاية ... رغم محاولاته المستميتة في التفريق بينهما و التي انتهت باخبارها بأمر خطيبته الارستقراطية ... و هذا ضاعف حزنه .
و لحزنه المتزايد عليها كان يذهب ليرثيها و يضع الورود علي قبرها ...
و هنا ظهرت له ميرثا ملكة الويليس .... و الويليس كما تقول الاسطورة هن فتيات عذاري كن مخطوبات و لكن وافتهن المنية قبل زفافهن بوقت قصير .... و لكن ارواح هؤلاء الفتيات المتعطشة للحب و الحياة لا تنام مطمئنة في قبورها .... حيث كن ينتقمن من الرجال بدفعهن للرقص حتي الموت .
فعلي الرغم من ان قلوبهن الميتة توقفت عن النبض الا ان في اقدامهن شوقا مُلحا و رغبة عارمة للرقص الذي حُرمن منه بموتهن ....
و لذلك كانت ارواحهن تودع عالم الظلام البارد لتغادر في الليالي المقمرة لوادِ يسمي بوادي الصمت ... ليترصدن بالطرقات الليلية ..
و حين يمر بهن اي فتي عابر سبيل يخرجن له في ابهي صورة ... حتي اذا اخذه الخوف و المفاجأة تحلقن حوله و رحن يرقصن رقصات جذابة ذات اغراء و اثاره ... بل و يدفعنه للرقص بملئ طاقته طوال الليل حتي يقع مغشيا عليه من التعب و تفارق روحه جسده .... و حينها تنتقل روحه لعالمهن في موكب جليل تتقدمه ملكتهن المتوجة ميرثا .
و حينما ظهر لهم هانز في تلك الليلة لم يتركنه الا و قد فاضت روحه و انتقلت لعالمهن ....
و قد صادف انه في نفس الليلة و نفس الوقت ذهب آلبرت ايضا و هو يضع الورود علي قبرها... و قد فاضت عيناه بالدموع و ألهب قلبه ألم فراقها .
فخرجت ميرثا ملكة الويليس ثانية مستدعية طيف جيزيل من قبرها لتواجه آلبرت بخيانته ...
و حينما ظهرت جيزيل امامه لم يملك نفسه من الذهول و هو لا يصدق أن ما يراه حقيقي ... بل اعتقد انه يعيش حلما لذا ظل يحاول الامساك بها و لكنه لم يستطيع لانها كانت مجرد طيف ....
و بعد ان تم طرد روح هانز من المكان ... رقصت جيزيل رقصاتها الرائعة مع آلبرت حبيبها الذي كان خائفا من مجيئ الصباح ... و ذلك حتي لا ينتهي حلمه الجميل بعودتها لقبرها ثانية .
و حينما ارادت ميرثا ملكة الاطياف ان تأخذ روح آلبرت كما فعلت مع هانز لم تستطع بعدما رأت تناغمهما في الرقص و قد شعرت بحبهما القوي فقررت العفو عن آلبرت ... و عادت جيزيل مع طلوع الفجر لقبرها بسلام بعدما انقذت روح حبيبها ..... "
أنت تقرأ
تانجو
Aksiشعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها و هو يقترب منها ليقبلها ... فعرفت انه لا مفر مما هو مقدم عليه و قد بدأت دقات قلبها تتسارع بطريقة تنذر بالخطر .... ظلت تترجاه الا يقترب و لكن صوتها لم يخرج لحيز اذنه فقد احتبس الصوت بداخلها ... و لكنها همست بقنوط في م...