ابتسمت لشيء لا قدرة لي علي تفسيره
أثير عبدالله النشمي, في ديسمبر تنتهي كل الأحلامكانت تساؤلاتي تزداد حول حياة كرم .. أمضيت طول اليوم أفكر به .. و هو لم يعتذر حتى عن ما فعله صباح اليوم .. كنت غاضبة منه جدا و في نفس الوقت قلقة .. أريد ان أفهمه حتى أستطيع مساعدته و لكنه لا يفسح لي المجال أبدا .. لم أستطع ليلتها ان أنام من شدة الألم في ذراعي .. و بسبب الأفكار التي داهمت عقلي
كانت الساعة السابعة صباحا .. إستيقظت من مكاني إرتديت ملابسي و خرجت .. وقفت على باب شقته أردت أن أطمئن عليه قبل أن أذهب الى العمل .. طرقت الباب كثيرا و لكن دون جدوى .. شعرت بخيبة أمل .. لا أعلم ما الذي يدفعه الى القيام بكل هذا و تصرفاته تقودني الى الجنون ..إتجهت الى العمل .. كان المكان مكتضا بعض الشيء .. سلمت على الخالة جيهان و بدأت بأخذ طلبات الزبائن .. كان يشغل تفكيري لذا لم أكن بكامل تركيزي .. كنت أشعر بالتعب و كان الألم يقتلني خاصة لما أحمل صينية الطلبات و لكنني كنت أخفي ذلك .. عملت في صمت على غير عاداتي ..لم تكن لي الطاقة حتى على الكلام .. و بعد مرور بعض الوقت لم أستطع تحمل الألم لذا دخلت الى المطبخ حتى أستريح قليلا ..
" ما بك ؟؟"
سألتني الخالة جيهان لما لاحظت شرودي .. إبتسمت و أجبت
" لا شيء .. سوف أكمل باقي الطلبات .. "
حملت الصينية و أنا أحاول قدر المستطاع ان أكتم ألمي .. سرت قليلا ثم أمسكتني من ذراعي و هي تقول
"آه .. توقفي .. الزبون في الطاولة 4 غير طلبه "
لم أشعر بنفسي الا و انا أسقط الصينية و أصرخ بأعلى صوت .. كان الألم لا يحتمل .. نزلت دموعي لا شعوريا .. رعبت الخالة جيهان لما حدث .. وقعت على الأرض و انا أمسك بذراعي و أبكي بشدة ..
حاولت مساعادتي على النهوض و هي تتفحصني .. طلبت مني أن أنزع قميصي حتى ترى ما به ذراعي و لكنني لم أشأ .. لم أرد أن تعلم بما حدث و لكنها أصرت على ذلك .. دهشت المسكينة لما رأته .. كان كله مزرق و متورم و يبدو في حالة سيئة .. سألتني ما ااذي حدث فأخبرتها انني وقعت في الحمام .. بدى على وجهها انها لم تصدقني و لكنها تغاضت عن الأمر .. ثم طلبت مني أن نذهب الى المستشفى في الحاال ..
أخبرني الطبيب أن هناك كسر في ذراعي .. و أنني أنهكتها بالعمل لهذا تورمت .. و انه يجب أن أضع جبيرة لمدة أسبوعين حتى أشفى .. كانت تلك أول مرة أضع فيها الجبيرة .. و لكني كنت مستعدة أن أفعل أي شيء حتى أتخلص من الألم ..
عدنا الى المقهى بعدما إنتهينا .. طلبت مني الخالة جيهان الذهاب الى شقتي حتى أرتاح و لكنني رفضت ذلك .. فأنا لا أريد البقاء هناك .. ﻻنني أعلم انني سأضعف و أذهب اليه و أنا لا أريد ذلك .. لقد تسبب في كسر يدي و أريد أن أعاقبه على ذلك .. شكرت الخالة كثيرا على إهتمامها بي ثم جلست على إحدى الطاولات أقرا كتابا بينما إهتمت هي بالزبائن ...............
لا أعلم كم مر من الوقت حين شعرت بأحدهم يسحب الكرسي الذي بجانبي .. رفعت رأسي لأرى شابا غريبا يبدو في العشرينيات من عمره .. كان وسيما للغاية و أنيقا في ملابسه .. سحب الكرسي و هو يبتسم ثم جلس ..
" صباح الخير .. "
لا أعلم حقا لما جلس بجانبي و لما تحدث معي و لكنني لم أكن في المزاج المناسب للحديث .. لذلك أجبته دون أن أرفع حتى رأسي
" صباح النور .. "
" ما بها يدك .. ؟؟"
" وقعت في الحمام .. "
" آه .. أتمنى لك الشفاء العاجل .. "
" شكرا .. "
سكت قليلا ثم قال
" أنا وسيم .. "
رفعت رأسي .. تأملته قليلا .. ثم قلت
" نعم فعلا .. أنت وسيم .. "
إنفجر ضاحكا ..
" لا أقصد إسمي وسيم .. "
إبتسمت غصبا عني .. لا أعلم كيف تفوهت بتلك الكلمات أصلا ..
" و أنت ما آسمك ؟"
لا أعلم حقا لما يرمي اليه .. و لكنني أستطيع أن أتكهن أنه يغازلني .. و لا أفهم كيف لشاب مثله أن يترك كل الفتيات المثيرات اللواتي يملأن المقهى حتى يقوم بمغازلتي انا .. أخذت نفسا عميقا ثم أجبته
" صوفيا .. "
" إسمك جميل .. "
لم أستطع تمالك نفسي و سألته
" ما الذي تريده .. ؟؟"
" لا شيء .. أردت فقط الحديث معك .. تبدين حزينة .."
صدمتني كلماته بعض الشيء .. فأنا حقا كنت أشعر ببعض الإختناق و ضيق في التنفس .. يبدو أن هذا هو شعور الحزن .. أغلقت الكتاب و قلت دون حتى أن أفكر ..
" كيف أتخلص من الحزن ؟؟ "
إبتسم إبتسامة ثم قال
" ألعاب الفيديو ! "
" ماذا ! "
لم أفهم حقا ما الذي كان يعنيه
" أجل ألعاب الفيديو .. دائما ما تساعدني في تخطي حزني .. يجب أن تجربي ذلك .. "
ضحكت في سخرية و سايرته في الأمر
" كيف سألعب و ذراعي مكسورة ؟؟ "
" لا عليك سوف أساعدك .. "
" و كيف .. ؟؟"
" تعالي معي .. هناك صالة ألعاب في الجوار .. لنقضي بعض الوقت هناك .. "
كنت متفاجأة حقا من بساطته و روحه المرحة .. سكت قليلا أفكر .. أنا حقا بحاجة لبعض المرح .. لقد مضى وقت طويل منذ أن إستمتعت بوقتي ..
" أمم .. حسنا و لكن بشرط .. يجب أن تدفع أنت .."
إبتسم في سعادة و هو يهز رأسه موافقا ..
لا أعلم كيف وافقت على الخروج مع رجل غريب تماما و لكنني كنت بحاجة لكسر الروتين و الخروج مندوامة أفكاري حول كرم ..______________________________________
❤
أنت تقرأ
دعني اساعدك ...
Romanceإننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة، حينما نعيش للآخرين، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين نضاعف إحساسنا بحياتنا، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية.