اشعر بالحزن .. فقط هكذا .. حزن شديد يطبق على صدري .. و كأن مئات الإبر تخترق قلبي .. في كل مرة اجلس هكذا لوحدي في غرفتي استلقي على السرير احدق في السقف .. يراودني هذا الشعور .. أشعر بالقلق بالوحدة .. ثم حزن شديد لا أستطيع السيطرة عليه .. تراودني ألاف الأسئلة .. أعجز عن الإجابة .. و أعجز التوقف عن التفكير بها .. أشعر بلوزتاي تتورمان .. ثم ضيق في التنفس تليه نوبة بكاء حادة .. يعتبر هذا روتيني اليومي .. هذا الروتين الذي أعيشه في كل مرة أختلي بنفسي .. فكرت كيف كنت قبل سنوات مضت .. أتساءل إن انا حقا ممنونة لذلك التغيير الذي شابني .. أم انني يجب ان ألعنه في كل مرة اجد نفسي في مواجهة مع هذا الألم الذي لا يوصف .. حقا لا أعلم .
................
كانت ايامي كلها متشابهة .. أذهب الى العمل .. ثم أعود للبيت منهكة أغير ملابسي و أجلس أشاهد التلفاز او اقرأ كتابا حتى وقت النوم .. حتى أكلي لم يكن منتظما .. آكل قليلا متى ما شعرت بالجوع في كل مرة فقط .
إستيقظت اليوم على صوت هاتفي .. كانت لين تتصل ..
" صباح الخير .. "
" صباح الخير ! ماذا تريدين في هذا الصباح الباكر !! "
" حسنا اريد إستعارة ملابسك .. لدي اليوم مقابلة في إحدى الشركات حتى أكون متدربة هناك .. تعلمين لقد فرضت علينا الجامعة 3 اشهر من التدريب قبل التخرج . "
" آه ! هذا جيد .. حسنا تعالي الآن "جاءت لين و تركت غرفتي في فوضى عارمة .. كانت متحمسة جدا لهذا التدريب . أخبرتني انها ستعود لتخبرني عن تفاصيل المقابلة في المساء .
ذهبت للعمل مع رنا كالعادة .. كان يوما عاديا كغيره من الأيام .. في المساء إشترينا العشاء من أحد المطاعم و ذهبنا الى البيت . بعد مدة قصيرة جاءت لين .. كانت متحمسة أكثر من الصباح تكلمت دون توقف عن المقابلة أخبرتنا عن الشخص الذي سيشرف على تدريبهم .. ظلت تتحدث عنه كالمجنونة .
" ياا إلاهي انتما لم ترياه .. لقد كان .. لقد كان مثاليا لدرجة لا توصف .. وسامته كلامه .. طريقته في الإبتسام .. لقد وقعت في حبه من أول نظرة .. و كان شابا لا يتجاوز الثلاثين .. حسدته لأنه ناجح جدا في مثل هذا السن !! "
قالت رنا في ضجر
" حسنا حسنا .. لقد فهمنا .. متى ستتوقفين عن الحديث عنه !!! "
أجبت مازحة
" لن تتوقف كعادتها ستجننا كما في كل مرة ترى فيها شابا جذابا !! "
" وسيم .. لقد كان وسيما جدا !!!! "
إستوقفتني كلماتها هته .. شعرت بشيء غريب و كأنها فتحت بابا من الأبواب التي حاولت طوال هته السنين ان أغلقها ! تذكرت فجأة أول لقاء لي معه .. تذكرت انني قلت نفس الكلمات .. لا زلت اتذكر إجابتي لما أخبرني عن إسمه .. يا ترى ما الذي يفعله الآن ! هل هو بخير ! تبعت سير أفكاري و تهت وسطها الى ان أعادتني رنا الى الواقع
" صوفياا ! ما بالك شردت فجأة !! "
حاولت أن أندمج في الحديث مع الفتاتين و أن أنسى ما كنت أفكر فيه ، و لكن في كل مرة اجد نفسي اتوه مجددا بين كل تلك الذكريات .. رغم قربي من الفتاتين الا انني لم اخبرهما يوما عن قصتي مع كرم و وسيم .. كانت قصة لم أشأ ان افتحها مرة أخرى .. لم أكن مستعدة لخوض غمارها حتى بالتحدث عنها فقط .. في بعض الأحيان تراودني مثل الحلم .. اتساءل ان كانت حقا حقيقة ! أتذكر كل صغيرة و كبيرة و أقول في نفسي انه من المستحيل ان يخترع عقلي كل هذه التفاصيل .. أكاد أجن للحظات .. ثم أستعيد وعي لأخبر نفسي ان ما حدث ماضي لا يعود ..........
اخذت اجازة اليوم من العمل .. كنت اشعر ببعض التوعك لذا قررت البقاء في المنزل .. كان الجو جميل كأي يوم ربيعي .. جلست أشاهد التلفاز حتى رن هاتفي ..
" صوفياا .. الحمد لله انك اجبتي .. أنت في المنزل اليس كذلك ؟! "
فاجأتني لين .. اجبتها في حيرة
" أجل ! لماذا ! "
قالت بنبرة مضطربة و قلقة
" انا احتاج منك خدمة رجاءا .. لقد نسيت حاسوبي في المقهى و يجب أن أقوم بالعرض بعد اقل من ساعة .. كل عملي هناك .. و لا أستطيع الخروج من الشركة .. ايمكنك إحضاره الآن !!! "
" حسنا حسنا .. ارسلي لي عنوان الشركة و سأكون هناك "
" حسنا شكراا .. انا أعتمد عليك "
أغلقت الهاتف .. إرتديت ملابسي في سرعة و غادرت المنزل .. حاولت ان أسرع قدر الإمكان .. كانت لين تتصل كل خمسة دقائق لتتأكد من وصولي في الوقت المحدد ..
وصلت لمكان عملها , كانت شركة ضخمة .. إتصلت بها جاءت مسرعة أخذت حاسوبها. و أخبرتني ان أنتظرها حتى نغادر معا لأنها آخر من سيقوم بالعرض و لن يستغرق منها الأمر سوى نصف ساعة على الأكثر .إتجهت الى مقهى الشركة و جلست أحتسي فنجان قهوة , كنت أشعر بالضجر و التعب .. إنتظرت أكثر من نصف ساعة حتى جاءت لين .. جلسنا هناك نتحدث بعض الوقت و لكنني كنت منهكة فقد ألم بي المرض و أردت فقط العودة الى البيت.. أخبرتها أن تحظر حاجياتها حتى نذهب .
سرت متثاقلة نحو باب الشركة .. أردت ان انتظرها في الخارج حتى استنشق بعض الهواء النقي .. و فجأة في طريقي قابلني شخص ما.. شخص لم أره لسنوات .. شخص ظننت أنني نسيت ملامح وجهه و لكن اليوم تذكرته و كأنني فارقته البارحة فقط ! .. كنت أظن أن المرض دفعني الى رؤية الأوهام .. و لكنه كان حقيقي جدا! متأكدة أنه ليس بوهم ! وقفت هكذا في مكاني أحدق به دون ان اقوم بأية ردة فعل.. حتى هو لم يتحرك من مكانه كان مذهولا لرؤيتي أيضا .. و لم أشعر الا بلين تجذبني من ذراعي
" إبتعدي عن الطريق هل جننتي !! "
رأيته يقترب نحوي بخطوات متباطئة و لكن لم أستوعب الحدث .. مشيت بجانبه و تجاهلته فقط هكذا !_______________________________________
أنت تقرأ
دعني اساعدك ...
Lãng mạnإننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة، حينما نعيش للآخرين، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين نضاعف إحساسنا بحياتنا، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية.