الجزء 15

754 39 5
                                    

نحن ضحايا أنفسنا، الآخرون مجرد حجة

بثينة العيسى, قيس وليلى و

" حسنا .. سأذهب الآن .. "
" الى أين ؟؟ "
سكت قليلا ثم أجبت
"الى كرم !
إتسعت عينا وسيم في دهشة
" ماذا ؟؟ ستعودين اليه ؟؟"
" أجل ! يجب أن أعتذر له و أكون بجانبه "
" هل أنت غبية ! هو من يجب أن يعتذر .. أنظري الى نفسك و ما الذي فعله بك ! "
" لا يهم .. أنا من دفعته لأن يقوم بذلك .. يجب أن أذهب اليه "
شد وسيم بقبضته على مقود السيارة .. لا أعلم لما يمانع ذهابي الى كرم ... و لكنني حقا أريد الذهاب لذا لم أعر إهتماما لردة فعله .. ودعته و نزلت من السيارة ..

..............

كان الوقت قد تأخر جدا و لكن لا يهم فكرم لا ينام أصلا .. وقفت على باب شقته .. كنت خائفة من أن يثور في وجهي و لكنني دفعت بخوفي و طرقت الباب .. وقفت هناك طويلا .. سمعت خطواته يقترب مع كل خطوة زادت نبضات قلبي .. دهش لما فتح الباب ووجدني أقف هناك .. تأملني قليلا .. لم أستطع الكلام .. كانت عيناه تقول كل شيء .. شعرت به يعتذر من نظرة عيناه .. تذكرت ما أخبرني به وسيم و لم أستطع تمالك نفسي .. إحتضنته بقوة و بكيت .. لف ذراعيه حولي بقوة و هو يكرر إعتذاره ..

أردت الذهاب لأن الوقت تجاوز الثانية صباحا و لكنه ترجاني لكي أبقى و لم أستطع رده .. دخل الى غرفته و تسطح على سريره يحدق في السقف و جلست أنا على الأريكة المقابلة .. سكت قليلا ثم أدار وجهه ناحيتي و قال
" أنا حقا آسف .. "
" لا عليك سوف تعوضني لاحقا .. "
إبتسم ثم أكمل كلامه
" كيف عدتي الي بعد الذي فعلته ؟"
تنهدت و أنا أفكر في الاحداث التي أوصلته الى هذه الحالة
" لقد أخبرني وسيم كل شيء ... "
أعاد عينيه الى السقف و لم أعد أسمع الا صوت بكائه يعلو في الغرفة .. قطعت قلبي رؤيته على تلك الحالة .. نهظت من مكاني و جلست بجانبه . أمسكت يده حتى يهدأ بعض الشيء .. و لكنه سحبها و أدار وجهه الى الناحية الأخرى من الغرفة حتى يمنعني من رؤية دموعه .. و لكنني كنت مصممة على البقاء بجانبه و مساعدته .. أخذت نفسا عميقا ثم تسطحت بجانبه على السرير وأحطت خصره بذراعي .. كنت قريبة منه كثيرة لدرجة أرعبتني و لكن أردت ان أشعره أنني بجانبه .. ثم لم أشعر به الا و هو يسحب ذراعي و يقربني منه أكثر .. في تلك اللحظة أحسست و كأن قلبي سيخرج من صدري .. لأول مرة يختلجني هذا الشعور .. كنت سعيدة و خائفة في نفس الوقت .. و لكن لم أرد أن أبتعد و لن أستطيع حتى لو حاولت لأنه كان يحكم قبضته على يدي دون حتى أن يلتفت الي ... بقينا هكذا لمدة من الزمن ثم شق صوته ذلك الصمت
" .. أشتاق اليها كثيرا .. "
شعرت بغصة في حلقي .. لمست مدى الألم الذي كان يعيشه طول هذا الوقت .. و لكنني لم أستطع قول شيء .. لا أعلم ما الذي يجب أن أقوله لمواساته
" ... لم يعد لحياتي معنى بعدما فقدتها .. كانت تعني لي كل شيء .. أشعر أنني انا السبب في موتها .. كان يجب أن أقاوم أبي أكثر .. أن أمنعه من القيام بذلك و لكنني ضعفت و لم يكن بيدي حيلة .."

تحدث كثيرا على غير عادته .. لأول مرة يتحدث عن مشاعره و حياته أمامي .. كان صوته يرتجف لبكائه و لكن ذلك لم يمنعه من الكلام .. أخبرني الكثير عن حياته قبل و بعد الحادثة حتى أنه أخبرني عن أحلامه التي كان يود تحقيقها .. قال انه أراد ان يصبح مخرج أفلام .. كان شخصا طبيعيا في يوم من الأيام بأحلام و طموحات و في ليلة و ضحاها تحول الى شبه إنسان .. أصبح كالشبح .. تحدث لساعات حتى ظهرت خيوط الفجر الأولى ثم فجأة إنقطع صوته .. ظننت أنه سكت فقط و لكن لما طليت عليه و جدته يغط في نوم عميق .. سعدت لرؤيته على تلك الحالة .. أعلم انه يعاني من الأرق و لا ينام الا نادرا .. كان يبدو مسالما جدا و مرتاحا .. تأملته حتى الصباح و لم أستطع النوم أبدا ..

_____________________________________
ساااااامحوني على التأخير و الله ظروف 😥😥

❤❤❤

دعني اساعدك ... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن