أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا...لولا الشعور الناس كانوا كالدمى
إيليا أبو ماضي, الأعمال الشعرية الكاملة
" إبتعدي عن إبني "
" لن أبتعد .. و لن ترغمني "
" لقد تسببت لإبني بمشاكل عدة منذ دخلت حياته "
" و كأن إبنك كان في قمة سعادته قبل أن ألتقيه ! "
" كيف تتجرئين !!!!"
" أنت لا تعلم شيء ! و لن تعلم أبدا .. أدرك انه إبنك .. و لكن ندين لبعضنا بكمية الألم الذي تسببنا فيها لبعضنا ! ... يجمعنا ألم لن يفهمه غيرنا .. "
" أنا أترجاك إبتعدي .. ما الذي يدفع فتاة مثلك للبقاء مع شاب مثله ! هل تطمعين في ماله مثلا !!"
في هذه اللحظة تدخل وسيم و هو يقول
" أبي ما الذي تقوله !!! "
ضحكت .. لا أعلم لما و لكن في تلك اللحظة ضحكت .. تسمر وسيم و والده ينظران الي في دهشة .. كان تلك الضحكة صرخات الم لم يفهمها أحد .. كانت تلك الضحكة ستارا على الألم الذي يمزقني ..
" انت لن تفهم .. "
قلت تلك الكلمات و إبتعدت و انا امسك قلبي .. هذا القلب الذي عاش20 سنة في سكون و فجأة إنفجر أمام عقلي المسكين الذي لم يعد يقوى إستيعاب كمية الألم ..أردت ان أبقى وحدي أن أرتاح قليلا .. لذا عدت الى شقتي .. جلست هناك بين جدرانها أتذكر كل شيء مررت به معه .. كل نوبات البكاء الهستيرية .. و كل المشاعر المختطلة .. كل لحظة ضحكنا فيها .. كل الساعات التي أمضيتها أمام كتبي و هو بجانبي .. كنت أتأمله خلسة .. أراقب تصرفاته ، و كل حركة يقوم بها .. لم نكن نتحدث غالبا و لكن كان لصمتنا معنى أسمى من كل كلام .. تخيلته يجلس كعادته هناك .. إبتسمت و انا أمسح دموعي .. لم أكن أقدر تلك اللحظات القليلة التي أمضيتها معه .. جلست هناك طويلا .. ثم حزمت أمتعتي و قررت أن أعود الى العيش مع الخالة جيهان .. فتحت باب الشقة و انا أهم بالخروج شعرت بشخص يقف أمامي .. رفعت رأسي لأرى وسيم يقف هناك .. مد يده ليحمل عني الحقيبة دون أن يقول شيء .. أغلقت الباب و سرت أمامه في صمت .. لم يعد الكلام يختصر ألمنا بعد الآن .. إستوقفني صوته مناديا إسمي .. صوته المبحوح بغصة .. و قبل أن ألتفت اليه لم أشعر الأ بذراعيه تحيطانني من الخلف بقوة .. حاولت الإبتعاد و لكنه ترجاني حتى أبقى قليلا هكذا .. حتى يبث بعضا من حزنه في .. أسند رأسه على كتفي و لم أعد أسمع الا صوت بكائه .. بقينا هلى تلك الحالة مدة من الزمن حتى إلتقط أنفاسه و جمع شتات نفسه ثم إبتعد مرة أخرى دون أن يقول شيء ..
...........
تسطحت على سريري الذي فارقته منذ مدة بعدما غادرت مكان الخالة جيهان الى شقة كرم .. كنت منهكة .. فقط منهكة .. تأملت السقف و تذكرت الكلام الذي سمعته من والد كرم .. هو والده و من حقه أن يخاف عليه و يحاول حمايته .. تذكرت والدي ! لا أعلم لماذا و لكنني تذكرته الآن .. الآن و بعد سنوات من رحيله تذكرته .. لم أكن قريبة منه أبدا لأنه كان غائبا معظم الوقت .. و لكن لطالما كان لطيفا معي .. يحضر لي الهديا في كل مرة .. كان يحاول التقرب مني و لكنني صددته بعدم مبالاتي .. يا ليتني تقربت منه .. يا ليتني حطمت ذلك الحاجز الذي لطالما كان بيننا حتى أنعم بطعم الأبوة .. و لكنني لم أفعل .. كانت أمي دائما تحاول أن تقربنا من بعض و لكن دون جدوى .. تنهدت و أنا أحاول أن أبلع غصات الألم .. و حاولت النوم حتى أنسى كل شيء ..
.................
* بعد مرور 5 أيام *
إستيقظت على صوت هاتفي يرن .. كانت الساعة الرابعة صباحا ..
" مرحبا "
جاءني صوت وسيم من الجهة الثانية ..
" صوفيا انا خارج المقهى .. تعالي الآن "
قال فقط هذه الكلمات و أغلق الخط ! لم أفهم شيء كنت متفاجأة و فجأة شعرت بالقلق .. ربما حدث شيء لكرم ! .. لبست جاكيتي و خرجت مسرعة .. كان يجلس في سيارته .. فتحت الباب و ركبت
" ماذا هناك !؟؟"
" لقد إسيقظ يا صوفيا .. لقد إستيقظ "____________________________________
❤❤
أنت تقرأ
دعني اساعدك ...
Romanceإننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة، حينما نعيش للآخرين، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين نضاعف إحساسنا بحياتنا، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية.