أجمل حب هو الذي نعثر عليه أثناء بحثنا عن شيء آخر
أحلام مستغانمي
اليوم كنت أشعر بتوعك .. أصبت بنزلة برد و لم أغادر الفراش أبدا .. إعتنت بي الخالة جيهان طوال اليوم .. كل شبر في جسدي يؤلم و الحمى تكاد تذيبه .. حاولت النهوظ عدة مرات و لكنني لم أستطع .. ما كان يجب أن أسمح للمرض بأن يطيح بي و لكن لم تكن لي الطاقة لأقاوم .. كنت متعبة مرهقة نفسية و حتى جسدي تهاوى و لم يعد في مقدوره المقاومة .
دام مرضي 3 ايام لم أتحرك من مكاني الا للحمام .. نوبات الحمى تدخلني في دوامة من الهذيان ارى أشياء لا وجود لها أتخيل أمورا لم تحدث و أكثر شخص حلمت به كان أمي كنت بحاجتها أكثر من اي شخص آخر .. إحتجت لشخص بجانبي .. رغم وجود الخالة جيهان و لكني ببساطة إحتجت لأمي .
أفقت من النوم و كانت الساعة الحادية عشر صباحا .. كنت أشعر بألم في قلبي .. قلبي يؤلمني بشدة .. أمسكت صدري و تدثرت بلحافي جيدا و تركت الأمر لدموعي علها تطفىء بعضا من هذا الألم الذي يقتل قلبي .. بكيت و بكيت حتى غطيت في نوم عميق مرة أخرى .. كانت أيام مرضي عبارة عن نوم متواصل تتخله نوبات بكاء ، نوبات هذيان و نوبات أفقد فيها إحساسي بالوجود أبقى لساعات أحدق في السقف فقط !
افقت مجددا على حركة غريبة في الغرفة .. فتحت عيناي ببطء و أدرتهما في أنحاءالغرفة .. ظهر لي خيال رجل يجلس على كرسي يبعدني بضعة أمتار .. لم أتعرف على وجهه .. حاولت النهوض و لكنني كنت خائرة القوى .. أبعدت اللحاف عني قليل و لكن شخصا آخر هرع لي و ساعدني على النهوض لقد تعرفت على صوته كان وسيم حاول مساعدتي على القيام .. إعتدلت في مكاني و جلت بناظري حول الغرفة و لكن لم يكن هناك أحد .. يبدو أنني كنت أتخيل و جود شخص آخر فقط .. امسك وسيم يدي و حاول التأكد اني بخير ..
" كيف حالك الآن .. هل ارتحت !؟ "
أجبت بصعوبة
" اجل بعض الشيء !'
" تبدين في حالة يرثى لها "
أبتسمت و انا أحاول أن أبلع بقايا الألم التي خالجني قبل ساعات .. لم أقوى على الجلوس طويلا .. أسندت رأسي عليه و سألته
" كيف حال كرم !؟ "
" آه كرم ! إنه بخير "
" أحقا ! لن تخبىء شيئا عني .. صحيح !؟"
" حقا انا أقول الحقيقة "
" حسنا "
لم يبقى وسيم سوى للحظات ثم غادر .. جلست للحظات أفكر في كرم .. كنت أشعر بالقلق عليه .. لم اره لأيام بسبب مرضي .. هو حتما يظن أنني تخليت عنه .. إنتشلتني الخالة جيهان من أفكاري
" لماذا غادر صديقاك بسرعة ! لم تتسنى لي الفرصة لأقدم لهما شيء !"
" صديقاي !؟ "
" اجل ! "
" ألم يكن وسيم وحده !!! "
" لا لقد كان معه ذلك الشاب من البناية المجاورة .. لكنه غادر بعد دقائق من دخوله ثم لحقه الآخر "
توقفت عن التفكير في تلك اللحظة . رميت اللحاف و قمت من مكاني بسرعة و لكن خاتني ارجلي .. لم تكن لهما القدرة على حملي .. وقعت على الأرض .. أسرعت الخالة جهان نحوي كنت أناجيها أطلب منها أن توقفهما .. أسرعت الى الخارج لتوققهما و لكن كانا قد رحلا بالفعل .. عدت الى فراشي أجر خيبتي .. وضعت مخدتي و لكن كنت أشعر ببعض الراحة .. لقد جاء لرأيتي و هذا يكفيني .
بعد رحيلهما ببعض الوقت كنت أشعر بعظامي تحترق .. جسمي يئن ألما أكثر من أي وقت مضى لم أستطع التحمل لذا طلبت من الخالة جيهان أن تعطيني حبة منوم حتى أستطيع النوم و التغلب على هذه النكسة التي أصابتني ..
رأيت كوابيس عدة لم أنم جيدا أبدا .. كنت أتململ في فراشي أئن من الألم الذي لم بي في البداية .. و لكن بعد مدة إستسلم جسدي للدواء و غطيت في نوم عميق ..
رأيت في حلمي كرم .. كان قريبا جدا لدرجة أنني إستطعت الإستماع لدقات قلبه .. كنت سعيدة في حلمي ، سعيدة جدا .. لم أرد الإستيقاظ .. أردت أن أحتضنه و يتوقف الوقت عند تلك اللحظة ..
شعرت بيد تلامس وجنتي فتحت عيناي لتقابلني عيناه الذابلتين تحدقان بي ..أنفاسه تتصادم بأنفاسي ... إقترب و قبلني في جبيني .. ثم إحتضنني أكثر .. كنت أحترق من الحمى و جسده كان باردا كالثلج .. لم أقم بأي ردة فعل خفت أن أتحرك فينتهي هذا الحلم الجميل .. قال بصوته الخافت التعس
" كيف حالك !؟ "
دفنت رأسي أكثر في صدره و تركت دموعي تعبر عن حالتي تركتها تبلل قميصه .. لما لا ! فهذا مجرد حلم ! سأفعل كل ما لم أستطع فعله في اليقظة .. أمسكني و أبعدني عنه قليلا .. إبتسم و هو يمرر يده على شعري ثم قال
" أظن أنه علينا التوقف الآن "
لم أقل شيء ظللت أحدق به .. أنتظره أن يكمل كلامه
" كان الهدف أن نساعد بعضنا .. و لكن لم نكن سوى ألم لبعضنا .. لذا لنتوقف الآن "
أخذتني الشهقة .. كنت أبكي بصوت ..
" أنا أحبك .. أنا أحبك .. بلا تتركني أرجوك لا تتبتعد "
كنت خائفة حد الموت لا أريد أن أفقده في الحلم أيضا .. بكيت و بكيت في حضنه .. لم يبتعد لم يقل شيء فقط إحتضنني بقوة و تركني لدموعي ._____________________________________
أنت تقرأ
دعني اساعدك ...
Romanceإننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة، حينما نعيش للآخرين، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين نضاعف إحساسنا بحياتنا، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية.