لا أفهم أبدا لماذا الناجون من مأساة مرغمين على الإيحاء بأنهم يستحقون الشفقة أكثر من الذين قضوا نحبهم !
ياسمينة خضرا
يبدو أن وسيم أصبح زبونا مخلصا للمقهى مجددا .. توطدت علاقته مع لين كثيرا .. أظن أنهما أصبحا صديقين , كنت أشعر بالغيرة في بعض الاحيان .. اتذكر كل ذلك الوقت الذي قضيته معه.. لقد كان في يوم من الايام صديقي المفضل و الوحيد .. أنازع رغبتي في الحديث معه .. أحاول ان اقنع نفسي انه من الاحسن ان أبتعد عن حياته .. كانت لين تتحدث عنه كثيرا .. رأيت كيف تقربا من بعضهما .. و أصبحا صديقين .
................
تلقيت رسالة صباح اليوم من لين تخبرني فيها انها تريد أن نلتقي في المساء .. كان الأمر غريبا بعض الشيء بما اننا لا نلتقي عادة الا في نهاية الاسبوع .. أخبرتها أن نذهب الى العشاء في أحد المطاعم .. شغل الأمر تفكيري طوال اليوم ، يا ترى ما هو الأمر العاجل الذي تريد التحدث عنه .
أسرعت الى المنزل بعد إنتهاء الدوام مع رنا ، غيرنا ملابسنا و إتجهنا الى المطعم الذي إتفقنا على أن نلتقي به ... بعد مدة وصلت لين .. كانت هادئة على غير عادتها .. تحدثنا قليلا ثم سألتها رنا في فضول
" ما هو الشيء العاجل الذي أردتنا أن نلتقي لأجله !!"
أخذت لين نفسا عميقا ثم أغمضت عيناها و قالت بنبرة مرتفعة
" أظن أنني معجبة بشخص "
تبادلنا أنا و رنا نظرات الإستغراب ثم إنفجرنا ضحكا
" و ما الجديد في ذلك!! أنت تعجبين بشخص جديد كل أسبوع!! "
" هذه المرة الأمر مختلف حقا .. أنا جادة "كانت ملامحها جدية على غير العادة .. يبدو أنها تعني الأمر حقا .. حاولت أن أستفسر عن الموضوع أكثر
" و من هو هذا الشخص الذي أوقعك في شباكه "
سكتت لوهلة
" حسنا .. أعلم ان الأمر لا يبدو منطقيا و لكن حقا حاولت أن أبتعد عنه و أنسى الفكرة .. و لكن لم أستطع .. ظللت أقع و أقع كل مرة أجلس معه و أتحدث معه .. لا أعلم ما الذي يجب علي فعله .. إنه شخص مثالي حقا ! لطيف جدا و لكنه بعيد كل البعد عن متناولي .. "
إنبقض صدري مع كل كلمة قالتها أكثر .. لأنني و ببساطة عرفت الشخص الذي كانت تتحدث عنه .. لم أعلم ما الذي يجب علي فعله .. إنعقد لساني و لم أستطع الكلام .. كنت أشعر و كأنني في دوامة .
سألتها رنا
" و لكن من هو هذا الشخص ؟"
" صوفيا تعرفه ! لقد قابلته من قبل "
أدارت رنا وجهها نحوي في حيرة و تساؤل ! كانت تريد مني إجابة و لكنني كنت في عالم آخر .. أجبتها بشق الأنفس
" إنه رئيسها في العمل "
" أتمنى لو كان رئيسي فقط لكان ذلك أسهل بعض الشيء.. و لكنه الرئيس التنفيذي للشركة "
فتحت رنا فاهها في دهشة !!
" ماذااا !!! هل جننت !!!!! "
إعتذرت في وسط هذا الحوار الساخن .. و ذهبت الى الحمام .. شعرت بضيق في التنفس .. لم أستطع تفسير كل تلك المشاعر التي إجتاحتني .. لا أعلم لما لم أتوقع الأمر .. لا أعلم أصلا لما أشعر هكذا .. و لكنني بطريقة ما وقعت وسط كل هذه الفوضى .. لين و وسيم ! أنا حتى لم أتخيل ذلك في أكثر أحلامي جموحا!!!
أنت تقرأ
دعني اساعدك ...
Romanceإننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة، حينما نعيش للآخرين، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين نضاعف إحساسنا بحياتنا، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية.