مضى أسبوع تماما لم أرى خلاله كرم أبدا .. لا أعلم لما يختبأ أو مما .. و لكنه يأبى فتح باب شقته .. حاولت معه بكل الطرق .. ترجيته كثيرا و لكن لا فائدة .. كل صباح قبل ان أذهب الى العمل و كل مساء بعدما أعود أقف عند شقته طويلا .. أقرع الباب ،اناديه أصرخ أحيانا و لكن دون جدوى .. كانت تصرفاته تغيضني و لكنني أجهل أسبابه لذلك لا أستطيع الحكم عليه ..
خلال هذا الأسبوع تحدثت مع وسيم عدة مرات عبر الهاتف كان يتصل ليسأل عن أحوالي و لندردش قليلا .. إستلطفت إهتمامه لأمري كثيرا حتى و إن كان إنسانا غريبا ..................
إستيقظت في الصباح الباكر كعادتي .. لقد نمت في المقهى ليلة البارحة لأنني شعرت بالإعياء و لم تكن لي القدرة على العودة للشقة .. حضرت نفسي أفطرت مع الخالة جيهان و فتحت المقهى حتى نبدأ العمل ..
كانت الساعة الحادية عشر لما خفت حركة الزبائن .. نزعت المئزر و جلست على إحدى الطاولات بجانب زجاج الواجهة المطلة على الشارع أقرأ كتابا و فجأة شعرت بنقر خفيف على الزجاج إلتفت لأجد وسيم يقف هناك يحمل باقة من الورد و على وجهه إبتسامة .. إبتسمت لا شعوريا .. أشار علي أن أخرج من المقهى ..
" صباح الخير .. "
" صبااح النور .. كيف حال ذراعك "
" بخير .. على الأقل زال الألم .. كيف جئت الى هنا ؟؟"
" اامم .. جئت بسيارتي "
إنفجرت ضاحكة لإجابته البريئة
" لا أقصد كيف تركت عملك و جئت ؟؟"
" آه .. ليس لدي عمل أقوم به اليوم لذا طلبت من رئيسي اليوم إجازة "
" آه .. جيد "
" ألن تدعيني على فنجان قهوة "
إبتسمت و أنا أدعوه الى الداخل .. حضرت فنجاني قهوة و جلسنا نتحدث ..
أخبرني الكثير عن نفسه .. كان يتحدث بدون توقف .. و وجدت نفسي دون شعور أخبره عدة أشياء عن نفسي ..
" أخبريني .. أأنت متفرغة الليلة ؟ "
" لماذا .. "
أجاب و هو يعبث بفنجانه ..
" حسنا .. صديقي يقيم حفلة على شاطىء البحر و أردت أن أدعوك حتى تغيري الجو بما أنك تمضين كل وقتك هنا في المقهى .. "
كانت دعوته مفاجأة بعض الشيء .. كما أنه مضى الكثير من الوقت على آخر مرة قضيت فيها الوقت مع مجوعة من الناس .. لم أكن مرتاحة للفكرة و لكن لم أكن أريد رده أيضا .. حدقت في فنجان القهوة و انا أفكر في الأمر ثم فجأة شعرت بهاتفي يهتز .. سحبته من جيبي لأجد رسالة من كرم .. تفاجأت كثيرا تسارعت نبضات قلبي و شعرت بيداي ترجفان .. فتحت الرسالة
" أريد أن أراك .. تعالي الى شقتي حالا .. "
تشتت أفكاري في تلك اللحظة لم أعلم ما الذي يجب علي فعله .. أبجب ان أذهب اليه و أترك وسيم الذي جاء كل هذه المسافة من أجلي .. أم يجب أن أبقى و اتجاهل الرسالة رغم أنني كنت أتوق لرؤيته و الإطمئنان عليه .. حدقت في الجبيرة على ذراعي و تذكرت عنفه معي ذلك اليوم .. تذكرت الألم الذي سببه لي .. أحكمت قبضتي على الفنجان في محاولة مني لكبح رغبتي في الذهاب اليه ..
" هل أنت بخير .."
بعثرني سؤال وسيم أكثر .. حاولت ان أخفي الأمر و لكن تعابير وجهي فضحتني
" أجل انا بخير .. "
" حسنا .. ما رأيك ؟؟"
" في ماذا ؟؟"
" ما بك ؟ الحفلة .. لقد كنت أسألك إن كان بإستطاعك القدوم معي ؟"
كنت مشوشة جدا و أفكاري ملخطبة لدرجة أنني لم أعرف كيف أجيبه . حملت فنجان القهوة حتى أرتشف منه علي أعود الى وعيي .. و لكنني أوقعته على الأرض قبل أن يصل الى فمي .. أدركت في تلك اللحظة أنه ليس بمقدوري تجاهل الأمر بكل بساطة .. نهظت من مكاني بسرعة و انا أقول لوسيم
" انا آسفة حقا .. سوف أكلمك لاحقا .. "
و خرجت من المكان حتى قبل ان أعطيه فرصة للكلام .. و أسرعت بإتجاه البناية .
أنت تقرأ
دعني اساعدك ...
Romantikإننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة، حينما نعيش للآخرين، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين نضاعف إحساسنا بحياتنا، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية.