زفافكِ غداً !

220 21 29
                                    





#اليوم التالي

في الصباح أستيقظت على طرقات الباب ؛ أدارت مقبضهُ بعينان ناعسة .. كانت جوليا تمسك بفستان جميل مرصع صدرهُ بالألماس .. مفتوح الظهر .. أكمام طويلة فخمة ..

فغرة فاهها منبهرة : أنه جميل حقًّا هذا ما أريده !
-             لقد احظره السيد آدم .
- انه قبيح .. قديم الطراز .. كرستالاته اصطناعية .
-  استغفرالله يا رانسي .. لقد اعجبكِ منذُ قليل !
-               قلتيها منذُ قليل !

...

سحبتهُ منها لأتأملهُ أنه حقًّا جميل .. هذا الآدم لديه ذوقٌ رفيع جدًا .. أرتديته وقد كان مناسبًا لمقاسي .. تأملت نفسي في المرآة طويلاً .. في ليلة زفافي سأكون أجمل عروس على وجه الأرض ..

تكلمت جوليا بعدما قطعت لحظتي :
      ما هذه الكدمات في رقبتكِ ؟
-              اين !
-  أوه هذا الآدم يبدو جيدٌ في تلك الحركات !
-      ما الذي تقصدينه ؟

اقتربت اكثر إلى المرآة ؛ تبًا رأيت في رقبتي كدمةٌ مائلة إلى اللون الأرجواني المزرق .
حاولت فركها بينما جوليا تقهقه قرصت ذراعها قائلة :
   أنتِ السبب ما كان يجب عليكِ تركِ معه ؟

-   لماذا تغير لون وجهك ! هل فعل شيءٌ أقوى ؟
-        كلا ، لقد لقنته درسًا ..

على من أكذب لقد كنت أنتفض بين ذراعيه ..
تبًا لـ هذا الضعف .

- يا رانسي أعلم بأن ما سأقوله سيغضبكِ ، لكن أنتِ و آدم زوجان و الذي فعله لكِ ليس محرمًا !
-     أخرسِ نحن لم نقم بالزفاف بعد !

...

ضحكة ساخرة : زفاف ! ضعِ هذه الكلمات قراطٌ في إذنك .. لو طرق آدم الباب الآن و أراد أن يأخذكِ من دون زفاف لن تستطيعِ فتح ثغركِ أنتِ و ابيكِ ابداً .. مجرد توقيعكِ على عقد الزواج ذلك اليوم ، جعلكِ تحت رعايته هُوَ ؛ لا والدكِ ، فـ إذا أقترب منكِ و ردعتيه ستلعنكِ الملائكة .. وهذا شيءٌ جميعنا لا نتمناه .. و أن ترككِ لتتصرفِ على راحتكِ لا يعني هذا بأن لكِ السلطة عليه ، كلا بل لأنه يحبكِ يجعلكِ تتحكمِ به ، لكن أن أغضبته صدقيني ستندمِ لـرؤية وجههُ الآخر ، لأنه سيعاملكِ كَ زوجة فقط لا حبيبة .

ارتجفت بينما حاولت أن تبتلع ريقها بصعوبة ثم اردفت بتوترٍ بائن : يا جوليا لقد شعرت بالخوف ؟

احتضنتها وهمست :
كلا يا صغيرتي أنا لا اخيفكِ بل أنصحكِ حتى لا تغضبِ آدم ثم تأتي و تختبيء خلف ظهر والدكِ وهو لن يستطيع مساعدتكِ أبدًا .
-          جوليا ..

مغتربة | (2) Expatriateحيث تعيش القصص. اكتشف الآن