لأنك لا تزالُ جاهل !

32 5 0
                                    




نظرت سابيا إلى ذريتها الثلاث .
طَي ، الكبير انه مرح و حنون ، ذكي . لا يحب أن يجرح أحد أو يعلق أحدٌ به ، متسامح ، لا يغضب ، ينفذ كُل اوامرها .

فقد والده في عمرٌ مبكّر لذلك هو صنع يدها .
يحب شقيقه و شقيقته و لا يرضى بأن يمسهما الضرر أبدًا .
بالرغم من أنه كثير السفر إلا انه يعلم بكل خطوات العائلة .

لين ، الوسطى ، الفتاة مدللة اخيها . هكذا نسميها . لديها طفلة تشبه القمر بنورة و الطبيعة بجمالها . متزوجة . تحب زوجها لكنها كثيرة المشاجرة معه لانه يفضّل والدته عليها ، لا استطيع التدخل لانني سأغضب إذا ابني فضّل زوجته علي .
مرحه و جريئة بعض الشيء ، متسرعة جدًا و لطيفة .

خالد (آدم) نظر عيني ، الصغير كثير الغضب هكذا نسميه . هذا الشاب نشأ بدون أبيه إلا أنه مثل ابيه في كل شيء .
الحزم و الصرامة و إتخاذ القرارات و أدارت الشريكات و تحمل المسؤولية و خطف قلبي . أنا لست عادلة ، لأنني احبه اكثر .
نظرته لي كفيلة بأن تجعلني أحقق كل أمنياته . كلما ارتمي إلى حضنه أشتم رائحة زوجي ،
رائحه لايمتلكها الا خالد ثم أنتقلت إلى آدم .

هؤلاء ابنائي الثلاث . طَي ، لين ، آدم .
ليت خالد يعود يوماً ليرى ماذا فعلت سابيا ؟ ،
و كيف ربت ابنائها .
رحمة الله على روحك الطاهرة ..

أيقظها من ذكرياتها لين عندما ضربت كتفها بخفه :
ماما ، لماذا تبكي ؟
أردف طَي بتوتر : هل انتِ غاضبة مني يا أمي ؟
آدم : انا لست جائعاً يا امي !

رد طَي بسخرية :
إنها لاتبكي من اجل طعامك يا مغرور !

كفكفت سابيا دموعها ثم اردفت :
انا أبكي لأن بيدي هاتين صنعت رجلان تستطيعِ الإتكاء عليهما من بعدي يا لين .
- ماما أنتِ تخيفيني ؟

أردف آدم بعدم مبالاة : لا تخافِ يا لين ، هذه من عادات أُمي كلما نجتمع نحن الثلاثة تبدأ بالتأمل و التفكر . كيف ربتنا و ما الذي فعلته لنا ...

لم يشعر آدم إلا بكف والدته يصفع رأسه .
امسك برأسه متألما و صاح :
آه ، ماما كيف تصفعينني هكذا ؟
سابيا : هذا اقل ما تستحقه .

رفع طَي إبهامة مؤيدًا لـ فعلت أمه :
أحسنتِ يا امي ، اقسم لكِ أنتِ أمٌ جيدة .

صاح بتذمر :
أنا متزوج و لدي طفل . لا يجب ضربي !

وضعت سبابتها بين عيناه و أردفت تصك على أسنانها :
لو كان ابنك بطولك سأضربك أمامه .

مغتربة | (2) Expatriateحيث تعيش القصص. اكتشف الآن