عادت المياة إلى مجاريها !

78 6 2
                                    






بعد إسبوعان ..

تظنون بأنها أستيقظت بعد هذه المده .. أيضًا لا ،  ..
كل ليلة أطل عليها أحدّثها .. أعلم بأنها تستمع إلى ..
إسبوعان مرت علي وكأنها سنتان من دون حسّها .. لقد برى جرحها قليلاً و إستقبل جسدها الكلية الغريبة ، لكنها لم تستيقظ بعد .. علمني طَي إلى ما كان ينقصني التقرب إلى الله . لذلك تقربت إلى الله أدعوه بأن يُعيدها إليّ .. أنا مقصر ، لكن وقت الحاجة يلجأ الناس إلى خالقهم .. استغفرت عن الذنوب التي كانت علي .. أقيم صلواتي في وقتها .. كنتُ مستهترًا كُل تلك السنين .. أيقنت بأن حالة رانسي ربما هِي عقابٌ ليّ ..

واهًا للمخلوقِ الضعيفِ ! كيفَ ينسى خالقَه ؟!
تقربت إليه أكثر .. كنت أشعر بسعادة لم أشعر بها وأنا برفقتها .. إنها سعادة التقرب إلى الله حتّى إنني لم أعد أغضب أو أدخل في حالة اللاوعي .. في يومًا ما خرجت من جُنَاحها .. مغادرًا من المستشفى .. توقفت مكاني .. رأيت ما لم أكن أتوقع بأن أراها أبدًا ..

كانت هيلدا .. أخر مرة رأيتها عندما كنا ندرس .. إقتربت منها .. عندما رأتني بكت بحرقة .. احتضنتها .. بكت بكاء مرير يتبعه نحيب .. حاولت أن اهدأها ..

بالفعل هدأت وأردفت : خالد أرجوك سامحني أنا آسفة .. كل مافعلته كان خاطىء .. اصلاً حياتي كلها خطأ !
أردفت بحنيه : ماذا حدث يا هيلدا أخبريني ؟
- ما فعلته برانسي يؤنبني ضميري كل يوم وعندما قررت أن أطلب منها السماح لم تسامحني لأنها كالجثة الهامدة داخل ذلك المشفى ، ماذا أفعل الآن ؟ أنا لا أستطيع النوم ، كوابيس تلاحقني ولَم أنال التوفيق في حياتي ! .. انا جشعه .. محتالة .. حقيرة ..

- توقفِ انتِ لست كذلك !

- بلى ، أنا من حبستها في مكتبة المدرسة وتمنيت موتها .. و أنا من أخبرت العم إدوارد بأنها زانية حتى ينظف شرفه ويقتلها .. وأنا من كنتُ أراقبكما بحقد وكراهية كُل تلك الأيام .. أرأيت كم أنا جشعة و سافلة !

لقد صدمت بالفعل .. هيلدا هذه كانت صديقتي منذُ الصغر .. لا أحب بأن يضرها احد ، كيف تضر من أحب ؟ .. لا أحب أن يضايقها أحد فكيف تضايق من أحب ؟. .. كنتُ أعلم بأنها تقلب عدوانية إذا أُخذ اَي شيء منها ، لكن لم أتوقع أن تصل إلى هذه الدرجة ..

آهٍ ممن يعثونَ في الأرض فسادًا .. يأتي من يرد كيدهم في نحرهم .. تنهدت وحاولت أن أنسى الماضي .. أنا لا أريد سِوى أن تستيقظ رانسي من هذا النوم السرمدي .. لم أشأ أن اوبخها فـ حالتها تلك يرثى لها ، حاولت في تهدأتها إنها بأمس الحاجة إليّ ... أنقطعت عنها كُل تلك المدة .. شعرت بالذنب لـ تركها وحدها .. أعلم إنها ليست وحيده لديها عائلة .. لكن هِي تعتبرني عائلتها .. تبوح لي بكل شيء .. أردفت بعدما رسمت علي ملامح الشهامة..

مغتربة | (2) Expatriateحيث تعيش القصص. اكتشف الآن