دوركِ يا عزيزتي

171 15 42
                                    





كَانت تغطس في البانيو بإسترخاء بين فقاعات الصابون ، تتذكر ما حدث بينها وبيّنه ... البارحة ، وكيف حاول إرضائها من بعد ما جعلها أضحوكة ... بالرغم من أنه متعجرف إلا أنه رومانسي ، أنساهى ما حدث في دقيقتان !

تسللت كارل إلى غرفتها خفية ، تبحث عن أي شيء تستعمله ضدّها .. حركاتها سريعة أنتقالها مِن مكان إلى أخر و كأنها تدربت على هذه الخفة !
فتحت خزنة الملابس ، استقبلتها سلة للملابس المتسخة .. أخذت قميصه و أشتمت رائحته .. تحتضن القميص و تدور و تدور ثم استلقيت على السرير .
كأنها حورية البحر ، تداعب أزرار القميص .
أعادت القميص إلى مكانه وأغلقت خزانة الملابس .
همست تحت أنفها : حان دوركِ يا عزيزتي !

وضعت إذنها على باب دورة المياه ، تسترق السمع ؛ ادرات مقبض الباب بخفة و تسللت إلى الداخل ؛ الذي يفصل بينهما ستارة الاستحمام ؛ أخذت كارل الشامبو بخفة و سكبته على أرضية الحمام ؛ عندما إنتهت اعادته إلى مكانه ، لكنها دفعة صابونة الجسم الصلبة بالخطأ فـ استيقظت رانسي :
من هنا ؟

ازاحة السيتار ، لكنها لم ترى شيءٌ فقط سمعت صوت إغلاق الباب بقوة .
صاحت تنادي آدم ، لا يوجد رد !
أبعدت سدادة الماء لـ يفرغ الحوض ، أخذت المنشفه .
ألتفت بها ، عضت على شفاهها السفلية و وضعت قدمها اليمنى على ارضية الحمام ثم الأخرى ..أخذت خطوة للأمام ثم انزلقت ، ارتطم جبينها بالأرض و ساقها بالمغسلة صاحت متألمة :
   آدم.... أرجوك آه ... قدمي ... رأسي !

اندفعت الدماء من فمها بسبب اختراق أسنانها بشفتها السفلى صاحت تنادي آدم كثيرًا ، لكن ما مِن رد !
رفعت نفسها و حاولت الوقوف لكنها تعاود الانزلاق فـ قدمها اليسرى تؤلمها .. أمسكت بالمكان المؤلم في جبينها وشعرت بأنزلاق يدها .. نظرت إليها و قد امتلئت بالدماء ..
بكت تنادي و تصرخ : دماء .. أرجوكم ، لما لا تسمعونني ؟ آه ، يا آدم أين أنت ؟ .. أنا انزف
صرخت اكثر : لما تفعلون هذا بي ؟ أنا لم أفعل لكم شيء .. آه ، أرجوكم .....

..
عاد آدم برفقة سامويل و معهم الغاز .
أكملا فطورهما ثم قال آدم لـ سام :
   هل رأيت رانسي ؟

قلب قرص العجين حتى يتحمر : كلا .
توقف آدم عن تحريك البيض و وضع الملعقة على الطاولة قائلاً : سأذهب لتفقدها .
أمسك به سام : يا خالد ، رانسي ليست طفلة ! أكمل البيض سيحترق !
التقط الملعقة و عاد يحرك البيض : أنت محق ، ليست طفلة ، لكنني لا أستطيع أن أراها أمرأة بالغة ، لاتزالُ طفلة في عيني !

أخذ سام قرص حديدي و أشعل أسفله بالنار ثم وضع قرص العجين عليه :
   كم كان عمرها عندما تعرفت عليها ؟
فرد آدم العجينة ليضع بداخلها قطع الدجاج المفرومة :
     ستة عشر عامًا !

مغتربة | (2) Expatriateحيث تعيش القصص. اكتشف الآن