استيقظت مساء الْيَوْمَ التالي من بعد نوم طويل على الأريكة.. اول مرة لا استيقظ الصباح .. شعرت بتوتر لقد ذهب الْيَوْمَ سدى بدون عمل كيف يحدث هذا ؟ ندهت عليها .. لوهله تذكرت ما حدث البارحة .. سحابة من الحزن استقرت فوق رأسي .. طلبت من العاملات تجهيز مائدة الإفطار مع ان الوقت متأخر ثم طلبت من احدى العاملات الطرقت على باب الغرفة الّتي ترقد بها رانسي ... جلست بجانبي على المائدة كالعادة لكن هذه المرة رانسي المرحة و البشوشة مُنذ الاستيقاظ رحلت جاءت بدالها رانسي المكسورة و المتألمة لَقَد تبين على وجهها علامات الإرهاق و البكاء و الحزن الشديد .. امسكت وجهها براحة يداي ثم سألتها بدون أن أشعر :
ما بكِ يا عزيزتي ؟ابعدت يداي ثم تنهدت ؛ قدمت لها الملح لانها تحب الطعام يكون أملح من المعتاد .. لم تأخذه بل اكتفت بتناول الطعام بهدوء .. سألتها :
ألا تريدِ الملح ؟
أجابت بجفاء :
لو كنت أريده .. سأخذه لا انتظر سؤالك !استمرينا بالأكل و الصمت سيد المكان .. طلبت منها الماء لأنه بجانبها لكنها أشاحت بوجهها عني و استمرت بالأكل .. صحت متذمرًا :
يا رانسي الماء بجانبك !تنهدت : أنا لا اعمل لديك !
تناولت كوب الماء ثم أردفت :
ما بك يا رانسي مابكِ ؟تجاهلتني .. سكبت لنفسي و شربته جرعة واحدة .. وضعت ملعقتها ثم قالت : اخر طلب !
أردفت بحماس : ماهو ؟- لا تريني وجهك .. سأرحل لمنزلي
ثم نهضت مبتعدة .. تبعتها و امسكت بيدها حتى تقابلني
وقلّت : هذا منزلكِ يا رانسي !
ابتسمت : لقد نسيت .. أنا لم أعد زوجتك !
سألت :
ما الذي حصَّل لماذا قرّرتِ الرحيل ؟ .. ما بكِ ؟أبعدت يدي ثم أردفت بحدة :
ما بي ! مرتاحة أنا لا اشعر بشيء .. لماذا تسأل ؟ هل ترى بي شَيْءٌ ما ؟!
مسحت وجهي : لقد تغيرتِ يا رانسي في ليلة ؟!
أردفت بحدة اكثر من السابق :
هل تقصد تعاملي معك تغير ؟ أم نبرة صوتي ؟ أم شعرت بالألم الذي في قلبي و أحاول في كتمانه .. لا يوجد بي شيء يا أسباب كل شيء !امسكت بكفيها ومسحت عليها أردفت بإنكسار :
أرجوكِ سامحيني يا رانسي أو نسيتِ بأنني حبيبك !حاولت سحب يديها لكنني تشبثت بها جيدًا :
أنظرِ أنا ضعيف أعشقِ هذا الضعف حتى أشعر بالقوة هل نسيتِ نحن نستمد قوانا من بعض ؟ .. أشعر بالبرد أحضنيني أريد رعشة لهيبك ؛ جئت إليكِ بذنب يتمنى عفوك !أشاحت بوجهها عني و ظهرت شبح ابتسامة مع دمعة هابرة من عينها .. جثيت على ركبتاي و أردفت بصوت مهزوز : جئت إليكِ ذُل يأكد عزتكِ ؛ جئت فجّراً لا يريد ان يلمح غيابك !
أنت تقرأ
مغتربة | (2) Expatriate
Romansaالجزء الثاني هُوَ : لا تنشغلي بالمستقبل، يا سيدتي سوف يظل حنيني أقوى مما كان.. وأعنف مما كان.. أنت امرأةٌ لا تتكرر.. في تاريخ الورد.. وفي تاريخ الشعر.. وفي ذاكرة الزنبق والريحان... هِيَ : هل تعتقد مجرد اعتقاد أنّ هذا الكون الواسع بكلّ ما فيه من مله...