لقد أستيقظت ولم أجده بجانبي ؛ لذلك قرّرت الاستحمام و النزول ؛ فتحت باب الجناح رأيته يقف بملابس مبعثرة و خلفه سوسن تغطي جسدها بالحاف ؛ واهًا يبدو بأنهما قضيا ليلة ممتعة ؛ أغلقت الباب بقوة ؛ لكنه أرتد ؛ نظرت لـ السبب ؛ كان يضع يده ليوقف الباب .. تألم وهو يركل الأرض ..لقد أغلقت الباب على أنامله من شدة غضبي ؛ برر لي فعلته لكنني لم أكن أسمع أي شيء ؛ فقط عيناي تركز على يده المصابة ؛ كان يصرخ ويحاول الشرح لكن أذني توقفت عن السمع .. لا أعلم ماذا جرى ؟.. دلفت إلى إحدى الخزائن أخرجت صندوق الإسعافات الأولية ؛ سحبت يده لـ أتفحصها .. سحب يدهُ من يدي و أخذ صندوق الإسعافات ورمى به على الأرض ليتكسر وينتشر من أن كان قطعة واحدة إلى اجزاء متكسرة .. أرعبتني فعلته فـ جَفَلت .
أردفت بعدما عدت إلى وعي :
عاندت بك الكل ؛ لم أكن أسمع ما يقولون عنك ؛ خسرت كل الناس و السبب أنت ؛ قالوا بإنك عاشق للمأسي و إنك تخون القلب و فنانٌ بالغدر ....قاطعني قائلاً : يا رانسي اهدئي أرجوكِ ، دعيني أشرح لكِ ما حدث .
- أستفزو حواسي ؛ لقد قالوا كثيراً بأنك .. و إنك .. .
- حبيبتي أنا والله لم أفعل شيء !
- كذبت الكل ورفضت الأتهامات الموجّة إليك ؛ لماذا ؟ لأنك ياقاسي وجودك في حياتي أساسي ؛ لأنك كل الناس لدي ؛ ليتك فكرت قبل أن تغيب عني ؛ ليتك فكرت قبل أن تنام بجانبها ؛ ليتك فكرت قبل أن تلمسها ؛ ليتك فكرت بأن هناك وردة تنتظر رحيقك لـ تتألق بين الورود ، تنتظرك وأنت طاهر لم تمسك نجاسة الشهوة ؛ لقد خاب ظني بك ؛ لكن ظنك بي لن يخيب .دلفت ناحية حقيبتي لـ أرتبها .. اردفت بصوت متألم :
أريد الرجوع اليوم إلى المدينة .
- يا رانسي أنا اسف ؛ استمعِ إلى أولاً .. أقسم لكِ بأني لا أعلم ما الذي جرى بيننا .. أستيقظت وقد كنت بين أحضانها .. لا اعرف ماحدث .. انا لست خائن ....
- هل سمعت انت ما قلت !
- يا إلهي ، يا رانسي لا تفعلِ ..تجاهلته أكمل توضيب حقيبتي ؛ خرج غاضب مرت دقائق و عاد ، كان ينتفض و يتعرق مذعور ؛ يتمتم بكلمات عجزت عن فهما سِوى كلمتان كان يكررها من ضمن تلك التمتمة :
لقد قتلتها .. لقد قتلتها ..قفزت بخوف اسأله عما فعل لكنه يكرر فقط :
لقد قتلتها قتلتها .
- ما الذي تقوله ؟
- قتلت سوسن ..لم يكمل جملته حتى دلفت جريًا إلى جناحها ؛ دفعت الباب على مصراعيه وقد كَانت سوسن نائمة على الأرض .. كالجثه .. حركتها على أمل ان تستفيق ؛ لكنها ذابلة كالوردة الميتة لا اثر لحياة بداخلها ..
صرخت بإسمه ليأتي :
ماذا فعلت أيها الأحمق ؟ الأمور لا تحل هكذا !
أنت تقرأ
مغتربة | (2) Expatriate
عاطفيةالجزء الثاني هُوَ : لا تنشغلي بالمستقبل، يا سيدتي سوف يظل حنيني أقوى مما كان.. وأعنف مما كان.. أنت امرأةٌ لا تتكرر.. في تاريخ الورد.. وفي تاريخ الشعر.. وفي ذاكرة الزنبق والريحان... هِيَ : هل تعتقد مجرد اعتقاد أنّ هذا الكون الواسع بكلّ ما فيه من مله...