حياتها على المحك !

36 5 0
                                    





اخذت رانسي وإياد في جولة عائلية منذُ زمن لم نقم بها .. عندما كنا عائدين إلى المنزل .. سألتها لـ أتأكد من مشاعرها ، هل لاتزال مثل السابق ..

- يا رانسي ، خلال هذا الشهر الذي تفرقنا به هل وجدت ما يلهيكِ عن التفكير بي ؟

أبتسمت ثم بدأت تحقنني بكلماتها الجذابة :
هل تعتقد مجرد اعتقاد أنّ هذا الكون الواسع بكلّ ما فيه من ملهيات وبكلّ ما يحتويه سوف يلهيني عنك.. أوينسيني إيّاك أو يجعلك ثانياً بالنسبة لي..

قبلت يدِها وهمست :
        لا اعتقد ، لكنه مجرد سؤال !

قلبت يدي وقبلتها ثم همست بعذوبة :
أطمئن يا حبيبي فهذا هُو.. أنت كما أنت.. كما عرفتك لم تكن يومًا سِوى أولاً في كل شيء.. وهكذا ستظل بإذن الله.. طالما بقي هذا القلب ينبض.. وطالما ظل هناك شيء اسمه الحياة.. شيء اسمه الحبّ .

أبتسمت وقد شعرت بإنجذابها لي من خلال عيناها الهائمتان بـ معالم وجهي :
لا تنشغلِ بالمستقبل يا سيدتي .......

قطع كلماتي بُكَاء إياد .. انعطفت يمين لـ أتوقف ..
أخذته من بين يدِها ونزلت اهزه في الشارع ليهدأ .. بالفعل نجحت .. لفت انتباهي .. ماصورة مياه .. طويلة موجه على باب رانسي .. ذهبت لـ أطرقها انها صلبة .. مكانها هذا خطر .. لو تصتدم سيارة بها من الممكن ان تخترقها .. اذا وصلنا إلى المنزل سأقدم بلاغ على هذا الإهمال .. نظرت إليها مع النافذة فـ أبتسمت واشارت لي بالصعود بأدلتها الإبتسام واحتضنت أياد جيدًا عائد للركوب .. رأيت تلك السيارة المسرعة تتدحرج ناحيتي .. ابتعد لـ أنجو بحياة الطفل الذي بين يداي و نسيت الطفل الآخر الذي في السيارة .. لقد ارتطمت تلك السيارة المتهوره بسيارتي .. زحفت عن مكانها بكثير .. اخترق ذالك الماصور الباب الأيمن .. بقيت ثابت في مكاني .. اريد ان اذهب وانظر ماذا حل بها .. لكن بمجرد أن أرى ذلك الماصور مخترق بابها .. أشعر بغثيان و أحتضن طفلي اكثر .. أخيرًا تقدمت ببطء لـ أتفقد حالها .. لكن ليتني لم افعل .. ليتني انتظرت الإسعاف .. الباب الأيسر .. تعكرش ولا استطيع فتحه .. والباب الأيمن .. اخترقته تلك الماصور .. هذا الماصور لم يكفيه اختراق سيارتي فقط .. بل اخترق جسد رانسي أيضًا .. صرخت من أعماقي .. بدأ الطفل بالبكاء .. احتضنته أكثر كدت أكتم انفاسه لو لم يأخذه احد المارة الذي توقف يتفقد حالنا .. نظرت إليه وانا أشير إليها أردفت أهمس بشفتان منتفضة مدمأة فلا اعلم كيف كنت اقضمها :
               لتو استرجعتها ..

ومن ثم صرخت وصحت :
        لتو استرجعتها .. لماذا ؟ لماذا ؟

حاولوا في تهدأتي حتى وصل الإسعاف و الدفاع المدني .. حاول رجال الدفاع المدني قَص ذَلِك الماصور لـ إخراجها من السيارة .. وقد حاول رجال الإسعاف نقلها إلى سيارة الإسعاف بدون لمس او اخراج تلك الحديدة ، لا بد من ان تقوم بالإشاعة حتى يعلمون أين توقف ذَلِك الماصور .. لقد رأيتها لم تخدش ولا حتى بجرح بسيط .. فقط ذَلِك الماصور اللعين لا اعلم هل ستبقى على قيد الحياة ام ستمحى من على قيد الحياة ..

مغتربة | (2) Expatriateحيث تعيش القصص. اكتشف الآن