أستيقظت بخمول وإرهاق .. طيلة الأمس لم تنم ؛ تفكر بالحياة الثانية وكلام جوليا .. رأت فتاتان تجلسان على سريرها .. الأولى كانت مصففة الشعر و الثانية كانت تهتم بـ مساحيق التجميل ؛ اما بالنسبة لها لاتزالُ تنعس كل فترة ؛ بعد المغرب كَانت جاهزة للذهاب ؛ أخذ السائق فستانها لترتديه في قاعة الزواج ؛ ركبت مع السائق برفقة جوليا و إدوارد .. كانت أطرافها تنتفض ..توتر ..خوف ..امسك إدوارد بيديها قائلاً :
انتِ عاقلة يا أبنتي .. لا تجعليني اقلق على آدم !
أبعدت يديها عن يديه وصاحت :
هل تقلق عليه بسببي ؟
امسك بيدها مرة اخرى و تنهد :
أجل فـ أنتِ مشاكسة سـ تتشاجرِ معه في أول يوم !
أردفت بسخرية : آه معك حق !أمسك بكتفيها و ضمها إلى صدره :
يا رانسي لقد أخبرتكِ سابقًا بأنني لم اعد ولي أمركِ .. آدم المسؤول عنكِ في كُل شيء .
- أعلم .. يالا حظي العاثر !
- بل لديكِ حظ كل فتاة تحلم به !تنهدت لتخفف من توترها ؛ عند وصولهم استقبلهم قُصي و دلفت هي برفقة جوليا إلى الغرفة المخصصة للعروس وبدأت تكمل ما كان ينقصها ؛ ارتداء الفستان كان صعب بعض الشيء لذلك ساعدتها جوليا في ارتداؤه ؛ عندما حان موعد النزول .. دلفت لتتفقد حال الحظور أبعدت الستارة و أخذت نظرة سريعة .. أن القاعة مليئة بالفعل .. آه أشعر بتوعك .. أسترخِ يا رانسي أسترخِ .. عادت إلى غرفتها تنتظر والدها يأتي لتنزل برفقته ..
طرق الباب إدوارد قائلاً : هل أنتهيتِ ؟
- أجل ..أنبهر بـ جمال طفلته ودمعة عيناه ..
مسحها و رفع يده إليها قائلاً : لقد كبرتِ يا رانسي وها الآن أنتِ عروسٌ جميلة .. صدقة مقولة الأيام تَجْرِي .. أتذكر في أول يوم بدأت المشي ؛ كنت أمسك يداكِ حتى لا تتعثرِ و الآن أيضًا سأمسككِ ، لكن بيد واحدة لأنكِ أتقنت المشي جيدًا ..أبتسمت و أمسكت بِِيده :
شكراً بابا على كُل شيء .. أتمنى بأن أرد دينك هذا .
- إذا تمسكتِ بـ آدم جيدًا ، سيعتبر مردود .. هيا أنه ينتظرنا بالأسفل !كانت سـ تهم بالنزول ، لكن شعرت بهول الموقف ؛ من بعد هذا اليوم ستكون المسؤولة عن منزل كامل .. و ربما عائلة .. أنه أمرٌ مخيف .. أخذت دموعها تنساب على خديها كالحرير ..
صاحت جوليا :
كلا يا رانسي لا تبكي حتى لا يفسد مكياجُكِ ...
أمسك إدوارد بكتفيها : ما بكِ يا طفلتي لما البكاء ؟
حركت يديها كَ التهوية : خائفة .. لا أريد .. لا أستطيع .. لا أملك القدرة !
- ما الذي تهذي به يا حبيبتي ؟
- بابا أنا لا أريد الزواج .. أريد العودة للمنزل !
- ما الذي حدث ؟ للتو كنتِ تريدِ النزول !
- الحياة الزوجية إنها مخيفة .. لا أريدها .. أريد أن أعود طفلتك المدللة !
أنت تقرأ
مغتربة | (2) Expatriate
عاطفيةالجزء الثاني هُوَ : لا تنشغلي بالمستقبل، يا سيدتي سوف يظل حنيني أقوى مما كان.. وأعنف مما كان.. أنت امرأةٌ لا تتكرر.. في تاريخ الورد.. وفي تاريخ الشعر.. وفي ذاكرة الزنبق والريحان... هِيَ : هل تعتقد مجرد اعتقاد أنّ هذا الكون الواسع بكلّ ما فيه من مله...