حل الليل و نامت لين وطفلتها ..كنتُ سأنام لكن رنين هاتفي جذبني .. قفزت بحماس و شعرت بنغزات بجانب بطني ولكنني تجاهلتها .. امسكت بهاتفي وقد كان الرقم من الخارج ..سمعت صوته الجذاب المريح : مرحباً .
همست بحنين له : آدم .
- اجل .. وانتِ رانسي ؟لقد تظاهر بالغباء : لا تمازحني .. كيف حالك ؟ متى وصلت ؟ كيف هي الأجواء ؟ ألم تشعر بالتعب !
تنهد : انا بخير وصلت تقريباً قبل ربع ساعة ، الأجواء لدي حارة واشعر بالتعب الشديد !
- لا تؤاخذني انا بعيدة لو كنت قريبة كنت بالطبع سأدلك جسدك !
- يا كاذبة لو كنت قريبة ستقولِ المرأة لا تدلك جسد الرجل لانه صلب قوي وهي يديها رقيقة و لينة !ضحكت بصوت عالٍ لانه اكتشف كذبتي وشعرت بالإحراج : لقد اشتقت إليك يا كنزي الغالي !
- نعم نعم ، اسحرِني بهذا الغزل اللطيف حتى لا تأكلِ العقاب .. انا أيضًا اشتقت لكِ و لـ طفلي !مسحت على الكورة التي أتعبني حملها قائلة :
اخرس ، انت الآن تشتاق لي فقط .. طفلك لم ينجب بعد !
ضحك ساخرًا :
آه يا رانسي هل تشعرِ بالغيرةِ من ابنكِ ؟
- يعني قليلاً !
- هل أستطيع السؤال عن حاله ؟
- اجل يا روحي انه بخير لكنني لتو قفزت لـالرد عليك .. فـبدأ يؤلمني !أبعدت سماعة الهاتف عن أذني لانه سيصرخ و بالفعل لقد صاح معاتبًا :
يا الله يا رانسي ، آه منكِ لقد اخبرتكِ مئة مرة لا تقفزِ لأنكِ لم تعودِ طفلة !
- لا تصرخ .. لما انت غاضب ؟ لقد اشتقت إليك !
- وإن يكن لا تقفزِ او تؤذي نفسكِ ارجوكِ ! لا تظنِ بأني إذ كنت بعيد تفعلِ ما تَشَاءِ !
- حسناً أنا آسفة ..
- لقد سامحتك ، ياحبيبتي انا اشعر بالنعاس و ينتظرني غدًا عملٌ شاق ! هل أستطيع ترككِ ؟
- اجل بالطّبع تصبح على خير و انا أحبك !
- أنا أيضًا تصبحِ على خير ...
مر أسبوعان على اخر مرة رأيتُه ..اخذت أسبوعاً من شهري التَّاسِع و بدأت تغزوني ألآم بكثرة .. كهل جسدي لأنني فقدت الكثير من الوزن ..
لبست فستان سماوي يَصِل إلى منتصف ساقي وحملت حقيبتي حتى نذهب للتسوق ثلاثتنا برفقة معاذ .. دونت النواقص الخاصة بأغراض الطفل لان هذه ستكون المرة الاخيرة للدخول الى السوق و من بعدها سأرتاح حتى يحين موعد ولادتي لكن كل مخططات هذه الليلة فسدت عندما رعشت أطرافي فجأة و تعرق جبيني .. شعرت بـ ألام قاتلة تبدأ في أسفل ظهري ممتدة إلى جانبيني مثل الام الدورة الشهرية ، لكن هذه الآلام على فترات متقطعة ، ومصحوبة بفترات من الهدوء والراحة ، أي اني اشعر بألم ومن ثم يزول الألم و اشعر بالراحة التامة ، وبعدها يعود الألم من جديد ، انفجر سائل شفاف من بين قدماي .. عضضت على شفاهي بحسرة ، هذا يعني بأنني سألد ، زادت مدة هذه التقلصات والآلام ، ضغطت بيدي على الوسادة المرمية في الارض و صرخت بأسم لين حتى كادت تتمزق احبالي الصوتية .. جاءت إليّ مسرعة ..
أنت تقرأ
مغتربة | (2) Expatriate
Romanceالجزء الثاني هُوَ : لا تنشغلي بالمستقبل، يا سيدتي سوف يظل حنيني أقوى مما كان.. وأعنف مما كان.. أنت امرأةٌ لا تتكرر.. في تاريخ الورد.. وفي تاريخ الشعر.. وفي ذاكرة الزنبق والريحان... هِيَ : هل تعتقد مجرد اعتقاد أنّ هذا الكون الواسع بكلّ ما فيه من مله...